السؤال
السلام عليكم
هل أبناء العم وبنات العم وأبناء الخالة وبنات الخالة يعتبرون من الأرحام الذين أمرنا الله تعالى بصلتهم؟ وهل إذا قاطعناهم نكون قد اقترفنا إثما عظيما؟ وما هي الحدود الشرعية لهذه الصلة؟ باعتبار أنني مطلقة من ابن عمي لعدم امتثاله لشرع الله، والحمد لله أن الله رزقني بزوج تقي ومتدين.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nouhaila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أحسن من قال:
وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه فهل ينهض البازي بغير جناح
ومن هنا يتضح أن أبناء الأعمام والأخوال هم أقرب الناس للإنسان، وعم الرجل صنو أبيه والخالة أم.
ومن هنا يتضح لنا أن أبناء العم والخال يعتبرون من أقرب الناس رحما للإنسان، وصلة الرحم تعظم وتتأكد بحسن قرب الموصول من الواصل، وقطيعة الرحم من كبائر الذنوب، وصلة الرحم من معالم رسالة رسولنا العظيم الذي بعثه الله بكسر الأوثان وصلة الأرحام؛ ولذلك هدد من يقطع رحمه فقال: (لا يدخل الجنة قاطع) قال سفيان رضي الله عنه: يعني قاطع رحم.
ولا شك أن صلة الرحم لا تدوم إلا إذا عرف الناس مكانها من الناحية الشرعية، وأدركوا خطورة التهاون فيها، وأرجو أن يوقن الجميع أن الشيطان حريص على التحريش بين الناس وإشعال نيران العدوان، ولكن العقلاء يدركون أن صلة الرحم تحتاج إلى نسيان المرارات، والارتفاع فوق الجراحات.
ولا يخفى على أمثالك أن الطلاق الناجح هو ما كان موافقا لآداب الشرع: ((فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان))[البقرة:229]، والتسريح بالإحسان هو الفراق الذي لا يعقبه أزمات أو عداوات، خاصة إذا كان الناس مرتبطين بصلة الرحم.
فاحرصي على صلة الرحم واجتهدي في رعاية الضوابط الشرعية؛ لأن أبناء الأعمام والأخوال من الأجانب بالنسبة للمرأة، والأجانب هم كل من يجوز لهم أن يتزوجوا من المرأة، وعليه فلا مانع من زيارتهم في رفقة زوجك أو أحد إخوانك شريطة أن تكوني في حجابك الكامل مع ضرورة تجنب المصافحة، ولا مانع من أن تقولي كيف حالك يا فلان ويرد عليك بنفس الأسلوب، وأما مقدار الزيارة فتحكمه الأعراف والعادات التي لا تصادم الشرع، وأرجو أن لا تزيد المدة بين الزيارة عن شهر، مع ضرورة أن يبقى السؤال والتواصل، وهذه وصيتي للجميع بتقوى اله وطاعته، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.