كيف أتصرف حيال تراكم الديون وضيق الرزق؟

1 487

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

منذ 15 سنة أخذ أبي قرضا بالفائض من البنك وأقام به مشروعا فلاحيا إلا أنه واجه العديد من الصعوبات مما أدى إلى كثرة ديونه التي باتت تعد بالملايين، ومنذ فترة تخلى عن المشروع بعد فشله وفتح محلا لبيع المواد الفلاحية، ولكن مشاكله مع البنك كثيرة، وأيضا يطالبه بقية الدائنين بتسديد ما عليه من ديون.

مع العلم بأن المشكلة تتفاقم باستمرار، وهو محتاج لمبلغ كبير كي يسدد ديونه، وعندما أفكر في وضع أبي أجد أن مشاكله بلا حل ولا أمل في انتزاعه من ديونه إلا بمعجزة إلهية؛ فهل من وسيلة تمكن من حل أزمته المالية؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يفرج كربتكم، وأن يقضي حاجتكم، وأن ييسر للوالد سداد دينه، وأن يستركم في الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك فكما لا يخفى عليك أنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأنه جل جلاله إذا أراد شيئا كان، فلا يتحرك متحرك إلا بأمره، ولا يسكن ساكن إلا بقدرته وإرادته، ولا يوسع لأحد في رزقه أو يبسط له فيه إلا إذا قضي مولانا بذلك.

فما حدث لوالدك هو قطعا من إرادة الله لحكمة لا يعلمها إلا هو جل جلاله سبحانه، فقد يود العبد ويتمنى أن يبسط له في رزقه فيحول الله بينه وبين ذلك رحمة به، والعبد لا يدري أن هذا خير له، ولذلك نجد العبد الصادق الداعي الفاهم لإسلامه فهما صحيحا يأخذ بالأسباب، ويتوجه إلى الله بالدعاء، ويكل الأمر من قبل ومن بعد لصاحب العظمة والجلال سبحانه، فإن شاء أعطاه بفضله وإحسانه وإن شاء منعه.

ونحن نرى أن هناك من يتزوج ولا ينجب رغم عدم وجود أي مانع طبي يمنعه من ذلك، فماذا تقول في تلك الحالة؟ نقول: تلك إرادة الله وقدر الله وما شاء الله فعل، فلعل هذا ابتلاء من الله لوالدك ولكم جميعا ليرى ماذا تصنعون، فإذا ما صبرتم ورضيتم فإن الحبيب صلى الله عليه وسلم بشر الراضين الصابرين بقوله: (فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط) فيلزمك أنت وأسرتك الاجتهاد في الصبر والرضا حتى لا تحرموا الأجر والمثوبة وتحقيق البشرى، وفوق ذلك قضاء حوائجكم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا ). فأبشروا بفرج من الله قريب مادمتم راضين صابرين، فهذا وعد الله الذي لا يخلف، وشعور العبد برضا الله عنه وحرصه على التحلي بالصبر من أعظم الحوافز النفسية التي تؤدى إلى رفع المعنويات وعدم الاستسلام أو اليأس.

وهناك عامل آخر ألا وهو الأخذ بالأسباب مثل تقليل النفقات الأسرية والاستعانة ببعض الأهل والأقارب إما بالمساعدة أو القرض الحسن، وكذلك التقدم للجهات التي تقدم المساعدة للمتعسرين أو الغارمين أو الفقراء والمساكين فإنه يجوز لكم شرعا أخذ الصدقات والزكاة بأنواعها لانطباق الشروط عليكم، وعليكم فوق ذلك بالاجتهاد في الدعاء والإلحاح على الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ولا يرد القضاء إلا الدعاء، فعليكم عباد الله بالدعاء). إلى غير ذلك من النصوص النبوية المباركة، وكذلك أوصيكم بالإكثار من الاستغفار لقوله تعالى: (( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ))[نوح:10-12].

فأكثروا جميعا من الاستغفار، ولا يفوتكم مع ذلك كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن النبي بشر المصلين عليه بمغفرة ذنوبهم وقضاء حوائجهم.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات