السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي تبلغ من العمر الآن 26 يوما، تمت ولادتها في الأسبوع 37 وكان وزنها 3.5 كجم وقت الولادة، وهي الآن ترضع طبيعي ومنتظمة، ووزنها في ازدياد تقريبا ما بين 4 إلى 4.5 حسب الميزان، والحمد لله، ولكن تنام كثيرا، وأشعر بخمولها، والبراز لديها لونه طبيعي، وليس فاتحا.
ومن ثاني يوم في الولادة لاحظنا اصفرارا في منطقة الذقن وبياض العين، وقال طبيب الأطفال أنها صفراء عادية ستأخذ يومين وتختفي، ثم استمرت معها حتى ذهبنا لطبيب آخر بعد أسبوعين فقال نفس الكلام، وقمنا بعمل تحليل دم الأسبوع الماضي فكانت نسبة البيلروبين
9.2 ولا حظنا زيادة الصفار، وكررنا التحليل اليوم، ولكن بالجهاز، وليس تحليل دم فكانت النسبة 13.5.
سؤالي الآن: كل من كشف عليها قال أنها صفراء عادية، ولا تحتاج لحضانة، ولكن الصفار يزداد ولا ينقص، فما العمل أفيدوني جزاكم الله خيرا؛ لأنني قرأت عن مضاعفات الصفراء، وسببت لي خوفا كبيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الصفراء عند الأطفال حديثي الولادة لها أنواع وأسباب عديدة، لكن الصفراء التي تحمل الضرر على خلايا المخ إذا ارتفعت بنسبة معينة هي الصفراء غير المباشرة
أهم الأسباب للصفراء غير المباشرة.
1- الصفراء الفسيولوجية والتي تحدث في نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة، وتظهر بنهاية اليوم الثالث من الولادة، ولا تتعدى نسبتها (12Mg/dl) ولا مشاكل فيها، ولا تحتاج أي علاج، فقط نطلب إعطاء الطفل بعض السوائل (أعشاب) إذا كانت كمية لبن الأم غير جيدة، وتختفي مع الوقت تدريجيا دون تدخل منا بأي علاج.
2- الصفراء المرضية وأشهر أسبابها تكسير الدم نتيجة عدم توافق فصيلة دم الطفل مع الأم، وأشهرها (Rh incompitability) وفيها يكون فصيلة الدم للأم RH سالب والطفل موجب، وتتم الوقاية منها بإعطاء الأم Anti-d وهي أجسام مضادة تقي جهاز مناعة الأم من التفاعل مع دم الطفل، وتكوين أجسام مضادة.
النوع الثاني الأشهر هو (Abo incompitability) وفيها تكون فصيلة دم الأم O والطفل A أو B أو AB وهنا لا يوجد وقاية، فقط نتوقع حدوثها بمعرفة فصيلة دم الأم والأب، وبالتالي نكتشف الحالة مبكرا ليتم علاجها في الوقت المناسب لتجنب حدوث مضاعفات.
هناك أسباب أخرى لتكسير الدم مثل G6PD، Spherocytosis وغيرها، وهي أمراض وراثية نكتشفها عن طريق التحاليل لكن العلاج واحد بالنسبة لمشكلة الصفراء، وهنا أيضا لا توجد وقاية ممكنة إلا إذا كان هناك تاريخ مرضي في العائلة فنستطيع توقع ظهور الحالة مبكرا.
هناك أسباب مثل تكسير الدم نتيجة وجود تجمع دموي مثل التجمع الدموي تحت فروة الرأس Cephalhematoma.
وهناك أسباب غير مفسرة بشكل واضح مثل الصفراء الناتجة عن لبن الأم وهي تحدث غالبا متأخرا بعد الأسبوع الأول، ولكن نشخصها بالاستبعاد أي بعد عمل كل الفحوصات واستبعاد الأسباب الأخرى، وهناك أيضا أمراض وراثية ترفع من نسبة الصفراء غير المباشرة.
بالنسبة للمخاطر إذا زادت النسبة عن أرقام محددة (تكون بجداول حسب عمر الطفل ووزنه ونسبة الصفراء بالدم) فهناك ترسب مادة الصفراء يخلايا المخ والتي تسبب تدميرا يعتمد في نسبته على مستوى الصفراء، والمدة التي تعرض لها الطفل قبل العلاج، لكن هذا لا يحدث إلا في النسب العالية فقط، والتي تتعدى 20 مج.
العلاج:
إما لا يستلزم العلاج، أو العلاج بالضوء، ويتم عن طريق لمبات خاصة لها طول موجي معين تقوم بتحليل مادة الصفراء إلى شكل مختلف يسهل على الجسم التخلص منه ولا يصل إلى خلايا المخ.
العلاج الثالث: هو عملية تغيير الدم، وهي لا تتم إلا في النسب العالية، وحسب المبين أعلاه.
كانت هناك بعض الأدوية تستخدم في الماضي لكن لا نستخدمها الآن،
والوقاية كما ذكرنا مع الأسباب.
إذا تم العلاج غالبا لا تعود مرة أخرى إلا في الحالات الناتجة عن أسباب وراثية أو أن يكون الطفل قد خرج مبكرا، ولم يستكمل المدة الكافية.
النسبة التي تتحدث عنها هي نسبة قليلة، ولا تقلق، وبعض الحالات تظهر عندها نسبة عالية من الصفراء متأخرا، ولها أسباب من ضمنها ارتفاع نسبة الصفراء نتيجة الرضاعة، وهو سبب حميد، وتختفي النسبة بالتدريج.
أيضا هناك بعض الأسباب الأخرى، لكن أعتقد أن حالة ابنتك حميدة، ولا مشاكل فيها، والنصيحة لك أن تهدأ، وإذا طال الوقت عليك بعمل بعض الفحوص، وإن شاء الله خيرا.
والله ولي التوفيق.