السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد أحببت شابا قديما، وبعدها حصل خلاف وتركني وجرحني، وقال لي: إنه غير مرتاح لي، وبعدها تبت ولم أتكلم معه منذ سنتين، ولكنني أحبه وأطلب من الله أن يجمعنا بالحلال، وعندما أتذكر كلامه فإنني أتألم جدا، فماذا أفعل؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ختام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدتني توبتك ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يثبتك وأن يلهمك رشدك، وهذه نصيحتي لك بضرورة طي تلك الصفحة التي كانت في العصيان ومع شخص لا يقدر مشاعرك كإنسان، واحمدي الله الذي خلصك منه، فإنه لا خير في ود يجيء تكلفا، ونحن دائما لا ننصح بتأسيس حياة زوجية على شفا جرف رحلة عاطفية؛ وذلك لأن الشيطان الذي جمعك به على العصيان هو الذي سيأتي ليغرس في نفسك ونفسه الشكوك والظنون والبهتان، وأرجو أن تكتمي أخبار تلك الأيام السوداء، واعلمي أن صدق التوبة يحول السيئات إلى حسنات، قال رب الأرض والسموات: (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات).
ولا يخفى عليك أن الإسلام كرم المرأة وأرادها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، فلا يستطيع الرجل أن يصل إليها إلا إذا طرق الأبواب وقابل أهلك الأحباب، وبذل من الثناء والأموال ما يدل على صدق نيته، ولكن بعض الفتيات تقدم التنازلات فيحتقرها الشاب ويهرب منها، وحتى إذا تزوجها فإنه سوف يقول لها ما كنت أريدك ولكنك كنت تجرين خلفي، وعليك أن تدفعي الثمن، ولذلك فنحن لا ننصحك بالارتباط بذلك الشاب إلا إذا جاء داركم من الباب، وظهر لكم صدق عودته إلى الثواب، وأعلن ندمه على ما حصل منه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ولا تشغلي نفسك بذلك الشاب، وتخلصي من كل ما يذكر به، وابتعدي عن أماكن وجوده فإن بعده عن العين سوف يبعده عن القلب، وأرجو أن تقدمي عقلك على العاطفة، واقتربي من أهلك ومحارمك، وحاولي إشراكهم في قرار اختيار الزوج، فإن الرجال أعرف بالرجال، وإذا علم الشاب أن وراء المرأة رجال احترمها وقدرها، وإذا أخذ من الشارع سهل عليه إرجاعها إلى المكان الذي أخذها منه.
وأرجو أن تعلمي أنك درة مصونة، فاشغلي نفسك بما خلقك الله لأجله، ومرحبا بك في موقعك ونسأل الله أن يسهل أمرك.
وبالله التوفيق والسداد.