السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أرتدي الحجاب الشرعي منذ 6 أشهر، وأريد لبس النقاب لكني خفت أني تسرعت بقراري فصليت الاستخارة، ولكن بعد عزيمة لبسته وشعرت بإحباط وتراجع مع أني عزمت النية، وأنا قد صليت استخارة لله عز وجل، وأنه يريد الخير لعباده.
السؤال: هل أنا أخطأت عندما صليت الاستخارة بعد عزم النية؟ وهل يستحب صلاة الاستخارة في الأمور الدينية التي فرضها الله؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يحرمك من النار.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن ارتداءك للحجاب خطوة رائدة، وعمل رائع وعبادة من أجل العبادات وأعظمها، فبارك الله فيك وثبتك على الحق وأجزل لك المثوبة والعطاء، وما تفكرين فيه من ارتداء النقاب أروع وأروع؛ لأنك بذلك تسجلين اسمك في سجل الصالحات القانتات المجاهدات وستحصدين أكبر الجوائز يوم القيامة؛ لأن الله جل جلاله بشرنا بقوله: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا))[العنكبوت:69]، فأبشري بتأييد الله لك ووقوفه معك.
وصلاة الاستخارة هي أيضا نوع من العبودية لله جل وعلا وأحياء لسنة حبيبه المصطفى صلوات الله ربي وسلامه عليه، إلا أنه لابد من معرفة متى تكون ومتى لا تكون فهي تكون في الأمور المباحة، أما المفروضة والمؤكدة فيجب أن تكون شعار المسلم معها: ((سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير))[البقرة:285]، وأمك عائشة رضي الله تعالى عنها أثنت على نساء الصحابة بسبب سرعة تنفيذهن لأمر الله بالحجاب، حتى من لم يكن لديها قامت إلى أي كساء لها كبير فقطعته قطعتين لتجعل إحداهن حجابا ساترا للوجه والرأس، وذلك بمجرد نزول آية الحجاب وسماعها من النبي صلى الله عليه وسلم ليلا في النساء فأتت إلى صلاة الفجر، والكل قد استجاب حتى أنهن لا يعرفن من السواد.
ويجوز صلاة الاستخارة في الأمور المستحبة شرعا إذا عرضت لها بعض الأحوال التي تقتضي طلب الخيرة من الله، كأن يكون هنالك إقدام على سفر مثلا للعمرة، ويخشى إن سافر الإنسان أن يحصل بعض المشاكل لعياله من ضيعة ونحوها؛ فحينئذ يجوز للإنسان أن يستخير وإن كانت العمرة قربة من القرب؛ لأن الاستخارة ليس في القربة إنما الاستخارة في توقيت السفر.. فحصل بذلك التفريق بين الأمرين.
فتوكلي على الله وأقبلي على الخطوة التالية بثبات ويقين، وأري الله من نفسك خيرا، ولا تلقي بالا لتشكيك المشككين ولا لتعليق التافهين، والتزمي شرع الله، ولا تلتفي لهذه الحالة النفسية التي مصدرها الشيطان الذي يعز عليه أن تستري وجهك عن الأجانب، ويجتهد في إضعافك وإضعاف معنوياتك وإحباطك حتى لا تقدمي على هذه الخطوة المباركة، فاستعيني بالله يا ابنتي وتوكلي عليه وفوضي أمرك إليه، واعلمي أنه لا يضيع أهله وأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وأوصيك بضرورة طلب العلم الشرعي؛ حتى لا يكون الأمر مجرد غطاء للبدن وفقط، وإنما لابد أن تكوني عالمة واعية فاهمة.
والله الموفق.