زيادة الحركة عند الأطفال

0 444

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد رزقني الله عز وجل بابن وهو الآن بعمر سنة ونصف، ومنذ أن بلغ السنة - ما شاء الله - ما أن يسمع كلمة إلا ويحاول أن ينطقها، ويستطيع ذلك بعد عدة محاولات، وهو مقلد من الدرجة الأولى، وعنده دقة ملاحظة لدرجة كبيرة، فهل هذا ذكاء؟ وكيف أحافظ على هذا الذكاء وأستغله فيما ينفعه؟!

علما أنه منذ أن بلغ الستة أشهر وهو شديد الخوف من الأشياء الجديدة، وعنده حساسية شديدة عندما أمنعه من شيء أو أغضب عليه، وحركاته كثيرة في البيت لدرجة الجنون، ويصعد لأماكن لا تتوقعونها في البيت، فهل هذا طبيعي؟ وكيف أنصح أمه في التعامل معه؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو تميم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يختلف الأطفال في مراحل التطور التي يمرون بها، وهذا التفاوت يأتي دائما في الكلام عن المشي وفي شدة الحركة ومستوى الذكاء، ونستطيع أن نقول أن هذا الابن ما دام دقيق الملاحظة فهذا يدل على أن مستوى الذكاء لديه مرتفع، والذي أنصح به هو أن تترك الأمور تسير بطبيعتها؛ لأن الدراسات لم توضح أبدا أن الإكثار من التعليم في هذه المرحلة يفيد كثيرا.

ومن الضروري أن لا نتجاهل الطفل وأن نكثر من التحدث معه، وأن يساعد في نطق الكلام بصورة صحيحة، وأن يستفيد من الألعاب من أجل تطوير ذكائه، ولكن في الألعاب يجب أن يلتزم بنوعية اللعبة التي تناسب عمره، فاللعبة التعليمية تعتبر وسيلة ممتازة لتطوير المقدرات المعرفية والذكاء لدى الأطفال.

الشيء الآخر هو أن تتاح له أكبر فرصة للعب مع الأطفال الآخرين، وأنصح لدرجة التحذير أن لا يترك الطفل يشاهد الأفلام الكرتونية لفترة كبيرة وحده، مهما كانت هي ليست تفاعلية ولا تؤدي إلى تنمية الذكاء لدرجة كبيرة، بل ربما تشغل الطفل للدرجة التي تخلق مه طفلا انطوائيا ولا يتفاعل مع الآخرين.

إذن؛ هذه هي المبادئ التربوية المعروفة، وبالطبع يمكن أن يكون هناك نوع من التحفيز للطفل، فيمكن أن يحفز عن طريق النجوم حين يقوم بأي عمل إيجابي يعطى نجمة أو نجمتين بعد أن يشرح له ذلك، وإذا قام بشيء سلبي تخصم منه نجمة أو نجمتين ثم يحفز بعد ذلك في نهاية اليوم بشيء بسيط يحبه، فهذه الطريقة والتي تعرف بطريقة النجوم التحفيزية هي طريقة مفيدة، ولكن الطفل قبل سنتين قد لا يستوعبها بصورة صحيحة.

بالنسبة لما ذكرته من الخوف الشديد من الأشياء الجديدة وعنده حساسية شديدة عندما تمنعه من شيء أو تغضب عليه فأنا أرى أنه يجب أن لا تغضب عليه في هذا العمر، واستغرابه وخوفه من الأشياء الجديدة بالنسبة له أيضا شيء غير مستبعد؛ لأن الطفل في هذا العمر يبحث عن الأمان، والأمان يأتي في كنف ما تعود عليه الإنسان وعرفه، ويمكن أن تقدم له الأشياء الجديدة بصورة مطمئنة، فعلى سبيل المثال حاول أنت أن تلمس الشيء الجديد هذا إن كان لعبة أو خلافه وتجعل الطفل ينظر إليك وأنت تلمسها وتتأملها، فهذا إن شاء الله يجعله يقتدي بك ولا يحس بالخوف.

أما زيادة الحركة فتوجد علة تعرف بداء الحركة المفرطة أو داء الحركة الشديد، ولكن في هذه الحالة لا نعتبرها حالة مرضية إلا إذا كان الطفل لا يستطيع الجلوس أبدا، فعلى سبيل المثال لا يستطيع الجلوس مع اللعبة لفترة خمسة إلى عشرة دقائق، وفي هذه الحالة يعتبر الطفل يعاني من هذه العلة، وأما إذا كان الطفل كثير الحركة ولكنه في أوقات يكون هادئا فهذا أمر يعتبر مقبولا وطبيعيا ويختفي بالتدريج.

نصيحتي لك هي أن لا ينهى الطفل بصورة حادة حين تبدو منه هذه الحركات الكثيرة، وإنما يلفت نظره لشيء آخر يحبه وأن تقدم له لعبة وأن ينادى عليه بابتسامة ومحاولة احتضانه وهكذا، أي أن نجتذب انتباهه لفعل مفضل له دون أن ننهاه عن كثرة الحركة أو نطلب منه الجلوس أو خلافه، فهذه هي الطريقة التي تقلل من هذه الحركة السريعة لدى الطفل.

بالطبع إذا استمر الأمر بشدة هناك أدوية تعطى للأطفال ولكن ليس في هذه السن، فهناك أدوية تقلل من زيادة الحركة ولكن بالطبع أنا أتحدث عن زيادة الحركة المرضية وليس زيادة الحركة العادية التي نشاهدها في بعض الأطفال، فأرجو أن لا تنزعج، وأرجو أن تطبق التعليمات السلوكية السابقة وتراقب الطفل، نسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يجعله ذخرا لكم.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات