التعامل مع الأهل الرافضين للزواج بمطلقة

0 440

السؤال

أريد أن تنصحني وتجد حلا لمشكلتي.

أنا شاب في 30 من عمري، أعمل بكل ما أستطيع من جهد، حتى أجد لنفسي مكانة جيدة، وبفضل الله أنا الآن في وظيفة مرموقة، ولدي دخل جيد.

والحمد لله الجميع يشهد لي بمستقبل جيد بعد رحلة عناء وجهد، كان ينقصني أن أجد من تشاركني باقي مشوار حياتي وطموحي حتى تعرفت على إنسانة، رقيقة، هادئة، تعمل أستاذة جامعية، قد تم التعارف بحكم أن العمل الذي أعمل فيه نفس المكان التي تعمل به.

وجدت فيها الإنسانة المهذبة المثقفة الطموحة، والجميع يشهد لها بكفاءتها وحسن الخلق، فهي تفهمني جيدا، وتحلم معي بمستقبلي، فعرضت عليها الزواج فرفضت في البداية؛ لأنها تكبرني بأربع سنوات، وكانت لها تجربة زواج لم تستمر أكثر من سنة في بداية حياتها، وأيضا لديها طفل.

كانت خائفة من المشاكل التي تحدث لكني أقنعتها أننا نستخير الله ونعتمد عليه، ونبدأ المشوار مع الأهل، والنتيجة كانت الرفض من الطرفين: أهلي وأهلها، ولكن مع إصرارها ترك أهلها لها الأمر مع تخوفهم، لكن المشكلة لدي أنا وأمي وجميع عائلتي، الرفض لمجرد إنها مطلقة فقط، ورفض حتى أن يجلسوا معها.

حيث أنهم ليس لديهم اعتراض عليها، لكن على ظروفها، أنا أحب أمي جدا وأيضا هي مريضة لكن أنا أرتبط بهذه الإنسانة التي ليس لها ذنب في تجربتها السابقة وأرى معها السعادة أمي قالت هي لو ليس لديها طفل كان من الممكن أن نخفي على الناس أنها متزوجة، لكن هي لا تتخيل أن أتزوج من مطلقة، وتخاف من كلام الناس.

ما العمل هل أسمع كلام أمي وأتركها مع أني حاولت أكثر من مرة أم ماذا أفعل؟ أرجوك ترد على رسالتي!

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن سؤالك - بحمد الله – سؤال طيب حسن يدل على حرصك على طاعة الله وعلى طاعة والديك وعلى أن تظفر بالفتاة الصالحة وهذا يدل على خير فيك، ولكن أيضا كنا نود أن تكون متبعا الأسلوب السليم الشرعي في اختيار الزوجة وذلك بأن تكون متجنبا لأي علاقة لا يقرها الشرع، فإن الزواج له أسلوبه المشروع وهو الخطبة وطلب الفتاة من بيت أهلها، فهذا هو الأسلوب المشروع.

كما ينبغي أن يكون الأهل على علم واطلاع بهذه الرغبة - رغبة الزواج- من بداية الأمر؛ لأن بعض الشباب لا يخبر الأهل باختياره إلا في المراحل المتأخرة، وهذا هو السبب الرئيسي لرفض كثير من الأسر لاختيارات أبنائهم ونباتهم، كما أن الإنسان عدو ما يجهل، وقد جبل الناس على الخوف من المجهول، وليت شبابنا أدركوا إن أهلهم يحبونهم؛ ولذلك فإنهم قد يختارون لهم شريك المستقبل، فإذا جاء الشاب بما يعجبه كان الرفض، ومن هنا فنحن نحذر الشباب من عمل علاقات عاطفية في الخفاء لأن في ذلك مخالفة لشريعة الله: (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63] وليس في تلك العلاقات مصلحة لأحد، والشيطان الذي جمعهم على المخالفات والمكالمات والمقابلات هو الشيطان الذي سوف يأتيهم بالغد ليغرس الشكوك والظنون السيئة.

ونحن في الحقيقة نتمنى أن يجعل الشباب علاقاتهم معلنة وواضحة وشرعية حتى يخرجوا من الحرج ويأمنوا من العواقب السيئة.

أما بالنسبة لمشكلتك فأننا ندعوك للاستغفار عن التجاوزات التي حصلت، والحرص على إرضاء الوالدة مع ضرورة أعطاء نفسك فرصة للتفكير المرتب، ومن حق الفتاة أن تسأل عنك كما أن من حقك السؤال عن أحوالها، وأرجو أن يعينك على إقناع الوالدة الأخوال والأعمام والأهل مع ضرورة أن تتعرف على مخاوف الوالدة وأسباب رفضها حتى تتمكن من إقناعها وبمعرفة السبب يبطل العجب ويسهل عليكم إصلاح الخلل والعطب.

وأرجو أن أذكرك بما يلي:

1- الإكثار من اللجوء إلى الله الذي يجيب من دعاه.

2- عدم إخبار المرأة بما يحصل بينك وبين والدتك حتى تظل النفوس صافية.

3- زيادة البر للوالدة والاقتراب منها.

4- نقل مشاعر الفتاة الطيبة للوالدة.

5- تقوى الله في السر واللعن.

6- الإحسان للمحتاجين وصلة الأرحام ليكون في حاجتك من لا يغفل ولا ينام.

7- إعلان الرضا بقضاء الله وقدره.

8- توسيع دائرة المشاورة مع ضرورة تكرار الاستخارة.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات