السؤال
السلام عليكم..
أنا طالبة بكلية علمية في آخر سنة، متدينة وجميلة ـ الحمد لله ـ وتقدم ابن خالتي لخطبتي وهو لم يكن في السابق ذو خلق، ولكنه تاب، وتشهد له العائلة على ذلك، وأصبح خلوقا، ولكن أمي لا تراه مناسبا؛ لأنه أولا يدرس في كلية نظرية، وغير ذلك أنه لا يحمل نفس جنسيتي، وهو عصبي بعض الشيء.
أنا متعلقة به، ولكني محتارة هل أمي على صواب فأنساه؟ أم أحاول معها خاصة وأنا أعلم أنه يحبني جدا، وأخشى أن لا أجد مثل هذا الحب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن ابن الخالة بالمنزلة الرفيعة، وهو من أقرب الناس رحما، ومنه ينتظر الود والتفاهم والوئام، وإذا تأكد لكم صدق توبته ورجوعه إلى الله فلا تترددي في القبول به، واجتهدي في إرضاء والدتك، وأرجو أن يعاونك على ذلك الأخوال والخالات والعمات، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يجلب لك الخيرات، وأن يلهمك رشدك ويرزقك بر الآباء والأمهات.
وأرجو أن تجتهدي في معرفة الأسباب الحقيقة لرفضه من جانب الوالدة، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل عليكم تفادى الخلل والعطب، ولا شك أن تصحيح مفهوم الوالدة وإزالة مخاوفها مما يعينكم على إقناعها، ولا يخفى على أمثالك أن الوالدة تريد لك الخير ولكنها قد لا تعرف أين يكون الخير، ومن هنا فنحن ندعوك إلى زيادة البر لها والاهتمام بها، كما أرجو تذكيرها بخطورة رفض الخالة على صلات الرحم والقرابة.
وإذا كنت تجدين في نفسك ميلا إلى ابن الخالة وشعرت أنه يبادلك المشاعر، فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح، وعليك أن تصبري على عصبيته، واعلمي أنك لن تجدي رجلا بلا عيوب كما أنت لست خالية من النقائص، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، وطوبى لم تنغمر سيئاته في بحور حسناته.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله مع ضرورة تكرار المحاولات مع الوالدة، ونحن على يقين أنها سوف توافق إذا وجدت منك الإصرار والأدب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.