طرق اختيار الأصدقاء والتخلص من الغضب وعلاج النسيان

0 661

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إنني لا أعرف لماذا لا أستطيع أن أضع ثقتي في أي شخص، كلما أردت أن أضع فيه ثقتي كلما فكرت أنه ربما سيخون هذه الثقة والصداقة.

وأيضا في بعض الأحيان أغضب بلا سبب، وفي تلك الأوقات لا أحب من يكلمني، ولكن أحب أن أسمع إلى الناس، وأريد أن أحصل على صديق يحب الدين، يصلي ويفهمني -يعني أصدقاء صالحين- ولكي تكون الثقة بيني وبينهم، ولكن أشعر أني لن أجد أبدا الأصدقاء الذين أحلم بهم.

فأنا أريد أصدقاء تكون الصداقة بيني وبينهم مثل صداقة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- مع أبو بكر. فهل ما أشعر به عادي؟

وإني في الدراسة عندما يكون لدينا فرض، أراجع دروسي وأحصل على نقطة متوسطة، ولكن المشكلة أني أنسى كل شيء عن الدرس بعد أربعة أيام، وليس هذا في كل الأوقات، فقط في بعض الدروس، فما هو الحل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المذاكرة السريعة التي يقوم بها بعض الطلاب لأجل الامتحان فقط، تذهب بنفس السرعة التي حصلت بها، كما أن حب الإنسان للمادة التي يدرسها والارتياح إلى المدرس الذي يقوم بتدريسها، من الأمور التي تسهل استيعاب المادة العلمية وبقاءها لفترة طويلة في ذاكرته، ومع كل ذلك فنحن نرى أن المعلومات لا تذهب بالكلية عن ذهن الطالب، ولكنها تدخل في دائرة اللاشعور، والمعلومات الموجودة في تلك الدائرة لا تظهر ولا تخرج إلا عند حصول الأسئلة ويتضح ذلك عند الجلوس في قاعة الامتحانات.

ونحن في الحقيقة ننصحك بتنظيم أوقات المذاكرة، وعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد مع كثرة المراجعة والتكرار للمواد العلمية وإشراك عدد من الحواس في مسألة الاستذكار للدروس.

ونحن نتفق معك على أن الأصدقاء الأوفياء عملة نادرة فوق كل أرض وتحت كل سماء، ولكننا لا نقول بعدم وجودهم البتة، ولذلك فنحن نتمنى أن تتغير نظرتك إلى من حولك وابحث عن الذين يطيعون الله، واعلم أن كل صداقة لا تقوم على الإيمان والتقوى تنقلب إلى عداوة قال تعالى: ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ))[الزخرف:67].

ولا يخفى على أمثالك أن هناك من يصادق لأن الشكل أعجبه، ومنهم من يصادق من عنده جاه أو مال، ومنهم من يصادق من يشابهه في الصفات والخلال، ومنهم من يقترب ممن يشاركه في العصيان، ولا يدوم إلا من قصد وجه الكريم الديان، وعليه فالصداقة الناجحة هي ما كانت لله وبالله وعلى مراد الله.

والإنسان مطالب بحفظ أسراره وقضاء حوائجه بالكتمان، وعليه أن يحسن اختيار الجلساء والأصدقاء، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، والإنسان يملك سره فإذا أذاعه أصبح ملكا لغيره، والعاقل يعتدل في حبه، وقد جاء في الحكم: (أحبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون عدوك يوم ما)، وعليك أن تعامل الزملاء والإخوان بمثل ما تحب أن يعاملونك به.

وكم كنت أتمنى أن تذكر لي شيئا عن سيرتك وشأنك وأحوال أسرتك؛ لأن هذه الأشياء تلقي بظلالها على مستقبل وحياة وتصرفات الإنسان، ولست أدري أين كانت طفولتك؟ وما هي درجة تماسك أسرتك؟ ومن هم الذين تأثرت بهم في حياتك؟

كما أرجو أن تنظر لمن حولك بنظرة متفائلة حتى يظهر لك ما يخالف ذلك، فإن الأصل في الناس هو الخير، وعاملهم بمثل ما تحب أن يعاملوك به، مع ضرورة تجنب ما يغضبك، وإذا حصل الغضب فعليك أن تتعوذ بالله من الشيطان وتذكر ربك الرحمن وتحفظ اللسان وتهجر المكان، وتعدل هيئتك بقدر الإمكان، وذلك بأن تجلس إذا كنت قائما وتنهض إذا كنت جالسا، فإذا لم يذهب الغضب فعليك أن تتوضأ ثم تصلي لله وقد قال الله في كتابه: (( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون))[الحجر:97] فما هو العلاج (( فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين))[الحجر:98-99].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يصلح حالنا وحالك وأن يلهمك رشده ويعيذنا وإياك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات