ما علاج ضعف في الشخصية والقلق الدائم؟

0 300

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من ضعف في الشخصية وقلق دائم مستمر مع العلم أني ملتزم وأصلي وأعاني من اكتئاب لفترات طويلة وقلة نوم تناولت البروزاك ولم أستفد، على العكس سبب لي صداعا فما الحل لكي أتخلص من ذلك مع العلم أني في الجامعة، وعند الدراسة أحتاج إلى دراسة مضاعفة بسبب كثرة الشرود والاكتئاب والملل. فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الأخ الكريم! نصيحتي الأولى لك هي أن لا ترمي نفسك بأنك ضعيف الشخصية، هذه الأحكام كثيرا ما يكون مبالغ فيها، كثيرا ما تكون هي أحكام مسبقة وكثير ما تتأتي هذه الأحكام لأن الإنسان قد أخفق في أمر بسيط أو أنه لا ينظر إلى الجوانب الإيجابية في شخصيته، انظر إلى نفسك، حاول أن تحلل شخصيتك، انظر إلى إنجازاتك، سوف تجد أنك الحمد لله أفضل من كثير من الناس.

ثانيا : أخي أرجو أن لا تهتم مطلقا بأحكام الناس حولك، حتى ولو ذكر لك أحد أنك ضعيف الشخصية، فليس ذلك من حقه وليس من الضروري أن يكون هو محقا في ذلك، وأرجو أن تتأكد أن الناس لا تقوم برصد الآخرين أو مراقبتهم حسب ما يتصور البعض.

قوة الشخصية تأتي من الفعالية، والفعالية تأتي من تنظيم الوقت والإنجاز، أنا أقيس فعاليتي بإنجازاتي، هذا هو الضروري جدا، فعليك أن تقسم الوقت، عليك أن تكون مديرا جيدا لوقتك، وقتا للرياضة، ووقتا للراحة، ووقتا للقراءة، ووقتا للتواصل الاجتماعي، ولا مانع أن تضع هذه الخارطة التفكيرية كل صباح، أو حتى تقوم بكتابتها وتلتزم بإنجازها، وحين تجرب وتعيش هذه الإنجازات سوف تصل إلى قناعة أنك إن شاء الله لست بضعيف الشخصية.

أخي الكريم! حاول أيضا أن تكون فعالا من الناحية الاجتماعية، حاول أن تتواصل مع الآخرين في أفراحهم وفي أتراحهم، انضم إلى الجمعيات الشبابية، أنت الحمد لله في مقتبل العمر، اذهب إلى حلقات التلاوة، مارس الرياضة الجماعية، كيف تكون الشخصية ضعيفة مع كل هذا؟ لا، هذا حكم مسبق وسلبي أرجو أن تزيله تماما من تفكيرك.

أخي الكريم ـ بالنسبة للعلاج الدوائي، أنا أعرف أن الإحباط والشعور بالكآبة وعسر المزاج وسوداوية التفكير تؤدي كثيرا إلى أن ينظر الإنسان إلى نفسه سلبيا، حاول أن تغير هذه المفاهيم وبالنسبة للدواء، فالبروزاك من الأدوية الجيدة، ولكن بالطبع ليس من الضروري أن يفيد كل الناس، وأتفق معك تماما أنه قد يسبب صداعا لبعض الناس خاصة في الأيام الأولى للعلاج.

أنا أرى أن الدواء الأنسب لك هو العقار الذي يعرف باسم زولفت، أو يسمى باسم لسترال أيضا، والجرعة التي تتطلبها حالتك هي جرعة صغيرة حبة واحدة في اليوم أي خمسين مليجراما استمر عليها يوميا لمدة ستة أشهر، إن شاء الله مع تناول هذا الدواء وهو دواء سليم وخالي من الآثار الجانبية ربما يسبب لك زيادة بسيطة جدا في النوم في الأيام الأولى، ولكن بعد ذلك لن تحس بأي آثار أخرى، عليك بالمواظبة على هذا الدواء، وفي نفس الوقت أرجو أن تطبق الإرشادات السابقة، وإن شاء الله سوف يختفي سوء التركيز وعليك بالطبع أن تنظم وقتك كما ذكرت لك، وخير أوقات للدراسة دائما هي الصباح بعد صلاة الفجر خصص وقتا للمذاكرة ويمكنك أيضا أن تخصص وقتا بعد القيلولة وهكذا.

عموما: حاول أن تنظم وقتك، ولا مانع أخي أيضا أن تسترشد وتستفيد من بعض زملائك الذين تثق بهم، ولا مانع أيضا من الدراسة الجماعية، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، أو قرب الامتحانات، هذه كلها إن شاء الله تفيد.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
--------------------------------
انتهت إجابة الدكتور ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج القلق بالوسائل السلوكية: ( 261371 - 263666 - 264992 - 265121 )، والاكتئاب: ( 237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات