أحب فتاة ولا أستطيع الزواج منها قبل أن يتزوج إخواني

0 352

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا طالب في السنة الأخيرة من الدراسة، وأحب فتاة ويعلم أهلها بهذه العلاقة، وقد علم بعض أهلي بذلك أيضا، والعائق الوحيد للزواج هو أن إخواني الأكبر مني لم يتزوجوا، والتقاليد ترفض زواج الابن الأصغر، فهل أحافظ على هذا الحب أم أتركه؟ وإن حافظت فكيف أعاملها معاملة إسلامية؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن علم أهلها وبعض أهلك بالعلاقة لا يحولها إلى علاقة رسمية، وأرجو أن تطرق باب أهلها فورا أو تبتعد عنها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، ونحن نتمنى أن تتشاور العقلاء والفضلاء من أهلك واجتهد في الالتزام بأحكام الشرع، واحترام الأعراف والعادات التي لا تصادم شريعة الله.

ولا يخفى على أمثالك أن الإسلام لا يبرر أي علاقة بين الرجل والمرأة إلا إذا كانت هناك محرمية أو رابطة زوجية، وحتى الخطبة ما هي إلا رغبة في الزواج ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولا مانع من أن يذهب بعض أهلك ويعلنوا لهم رغبتك في الارتباط ويوضحوا لهم احتمالات التأخر في إكمال المراسيم حسب الأعراف التي يسير عليها الناس، ثم يستمعوا لرأي أهل الفتاة، وبهذه الطريقة تكون الأمور واضحة حتى يندفع الضرر عن الجميع، وإذا كانت الفتاة تبادلك المشاعر فلابد من التضحية من قبل الطرفين.

وأما علاقتك بالفتاة فينبغي أن تتوقف تماما حتى توضع في حدودها وإطارها الشرعي، وكم تمنينا أن يكون مثل هذا السؤال في البداية؛ لأن أول خطوة عندما يشعر الإنسان بميل لفتاة عليه أن يطرق باب أهلها بعد أن يخبر أهله؛ لأن أهل الفتى والفتاة قد يختاروا لأولادهم وبناتهم شركاء المستقبل، وقد لا يقبلون بغيرهم، كما أن بعض طلاب وطالبات الجامعة يعتبرون تلك العلاقات لمجرد قضاء الأوقات، وربما وجد من بينهم من لا يملك قراره، وربما كان هدف بعضهم التجربة وحتى لو كان الهدف الزواج فإن الطريق إلى ذلك واضح المعالم.

وليس من المصلحة طول فترة الخطوبة حتى لا يتركها الخطاب من أجلك، أما إذا عقدت عليها عقدا رسميا فإن ذلك يجعل الفتاة وأهلها في اطمئنان وراحة وهذا حل جيد إذا قبل به أهلك، كما أرجو أن تحاول إقناع إخوانك الأكبر حتى يسمحوا لك بالتقدم عليهم فإن الأمر سوف يقبل عند الأهل إذا صدر منهم ولا مانع من أن تقيموا وليمة واحدة تتزوجوا فيها فإن ذلك يخفف التكاليف ويرفع الحرج.

ونحن في الحقيقة نتمنى أن تحسم الموضوع مع أهلك قبل أن تتقدم في علاقتك مع الفتاة وأهلها، ومن الضروري أن يوافق أهلك على التفاصيل، وإذا لم يحصل هذا فلا تقف في طريق الفتاة، وأعلن لأهلها ما توصلتم إليه بمنتهى الوضوح.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إلى من بيده الخير وهو على كل شيء قدير، واحرصوا على الاستخارة والاستشارة، ولن يندم من يستخير ويستشير، وأرجو أن تتجنب أماكن وجودها فإن بعدها عن عينك يعينك على الصبر والانتظار.

ونسأل الله أن يقدر لكما الخير ثم يرضيكما به، وأن يجمع بينكم على الخير.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات