السؤال
أنا طالبة في المرحلة الجامعية، وابتليت بحب شاب واستمرت علاقتي معه لمدة سنتين، وحاولت جاهدة قطع علاقتنا، ولكن دون فائدة؛ لأنني سرعان ما أعود إليه، وهو بالنسبة لي كل شيء؛ لأن عائلتي متفككة تقريبا، ولا صديقات لي، وأشعر بالوحده دونه، ولا أستطيع تركه مهما كلف الأمر، وأحس عندما أتركه يوم أو يومين بتعب وألم وإرهاق، ولا أستيطع عيش يومي بدونه كالإدمان بالضبط وليس أقل، ولدي إحساس بأنني لو تركته فرضا سوف أزاول شيئا أكبر منه -والعياذ بالله-.
وعلاقتي معه كأننا زوجان، نتبادل الأحاديث، ويعرف بعضنا الآخر جيدا، ومن الصعب جدا تركه، وكلما أسأله عن الزواج يجاوبني بأنه لا يستطيع إغضاب أهله؛ لأنهم يريدون له الزواج بفتاة أخرى تقرب له، وبصراحة أنا لا أستطيع العيش بعيدة عنه.
أفيدوني بما فيه الخير، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يملأ قلبك بمحبته ومحبة رسوله، وأن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه، وأن يشرح صدرك للذي هو خير.
وبخصوص ما ورد في رسالتك: فأعتقد أنه لا يخفى عليك أن علاقتك بهذا الشاب كانت وما زالت غير مشروعة، وأن ما حدث بينكما حرام شرعا، ولو سألتيه سؤالا واحد: هل ترضى أن تكون لأختك علاقة مثل علاقتي بك؟ لقال بملء فمه: لو فعلت ذلك لقتلتها. وبناء على هذا فهو في داخله غير مقتنع بك كزوجة له؛ لأنه عاش معك كأنكما زوجان -كما ذكرت-، فماذا بقي عندك ليبحث عنه؟ كل شيء رهن إشارته مجانا وبلا مقابل، فلماذا يكلف نفسه درهما واحدا ينفقه للزواج منك وأنت تعطيه كل شيء مجانا؟
إن قلبي ليتقطع حسرات حزنا عليك، وألما لما حدث لك. فهل معقول طالبة جامعية رشيدة عاقلة تبيع نفسها بلا درهم ولا حتى فلسا؟!
أختي! اسمعيها مني وأنا صادق، لو كان هذا الشاب مقتنعا بك فعلا وأنك تصلحين زوجة له لحارب الدنيا كلها من أجلك، ولكن غير مقتنع بك، ولا بأنك تصلحين أما لأولاده، فلقد بعت نفسك بيعا رخيصا، والرجل يريد الغالي الذي ينفق عليه الآلاف، ولا يريد الرخيص الذي يأتيه بالمجان. لقد أضعت قيمتك ودمرت حياتك بنفسك.
وكم أتمنى أن تتخذي أنت القرار الصحيح، وأن تتركيه بدلا من أن يتركك هو، ويرميك في عرض الشارع. خذي الآن قرارا تثأرين فيه لكرامتك وشرفك وعرضك، اقطعي علاقتك به فورا ومن الآن، ولا يضحك عليك الشيطان، ويقول لك: إنك لا تستطيعين الحياة بدونه، فهذا وهم وصدقيني، وافرضي أنه مات، فماذا ستفعلين؟ اجعليه يموت من قلبك، وعيشي بقية عمرك حرة من قيود المعصية، وأقبلي على الله، وتوبي إليه، وسليه أن يعينك على نسيانه، وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يعوضك أحسن منه، وابشري بالخير، فالله يحب التوابين ويحب المتطهرين.
وبالله التوفيق.