سبب تغير لون المولودة بعد الولادة وعلاقته بمرض البهاق

0 384

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتي عمرها ست سنوات، وعند ولادتها كانت بيضاء، وبعد حوالي ثلاث سنوات بدأ يسمر لونها، ومنذ فترة ظهرت بعض البقع الصغيرة في بعض الأماكن في يديها ورجليها، وكانت أفتح من لون بشرتها بدرجة بسيطة، ولكن منذ فترة قليلة بدأت في سمانة أرجلها بقع صغيرة ولكنها أكبر من الماضية فاتحة اللون عما سبق وتكاد تكون بيضاء، فما هي هذه البقع؟ علما أني قلقة عليها، خاصة وأن لها عم كان عنده البهاق، ولكني أتمنى من الله أن يكون مجرد نقص فيتامينات معينة، خاصة وأن أكلها ضعيف جدا، فماذا أفعل؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Normnna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن أغلب الناس يكون لونها عند الولادة أفتح من لونهم عندما يكبرون، فاللون الذي يولدون فيه يسمى اللون البنيوي، واللون الذي يأتي فيما بعد يسمى اللون المكتسب.

لا نستطيع أن نجزم بالتشخيص هل هو البهاق أم لا من خلال القصة السابقة أو الوصف، فالبيانات غير كافية والحالة بحاجة إلى فحص ومعاينه وإلى إجراء بعض التحاليل.

وهناك موجودات في البهاق ترجح وجوده، وهي أنه بقع بيضاء عديمة اللون والحواف فيه واضحة وفاصلة بين البياض والاسمرار بشكل حاد، كما أن الجلد المحيط بالبياض غالبا ما يكون أكثر سمرة بقليل من الجلد الطبيعي، والبهاق له توزع معروف.

أما الاحتمالات الأخرى فإن الوصف السابق قد يتماشى مع ما يسمى بالنخالية القاصرة (Pityriasis alba)، ويمكن القراءة عنها من الإنترنت بالإنكليزي أو العربي، وهي عبارة عن بقع ليست ناصعة البياض كالبهاق ولكنها أقل لونا من المواضع الطبيعية للجلد المجاور، وهي أكثر ما تصيب الوجه، خاصة عند الأطفال وبدرجة أقل عند البالغين، وعندما تبدأ تكون عليها وسوف بيضاء خفيفة تشبه الملح أو الدقيق المطحون، وقد تبدأ بشيء من الاحمرار الذي غالبا لا يلاحظه صاحبه.

كما أنها غالبا ما تزيد في أشهر الصيف وتقل في أشهر البرد، وغالبا ما تزيد عند من يتعرضون للشمس أكثر من أولئك المقيمين في الظلال؛ ولذلك عزاها بعض الأطباء للشمس، وقد وجد بالتجربة أن إعطاء الفيتامينات يقلل من حدوثها ويحسنها فعزاها البعض إلى نقص الفيتامين، ويعتبر ذلك من طرق العلاج التي يمكن مشاركتها مع غيرها.

هناك دراسات وجدت زيادة نسبة الديدان المعوية عند من يعاني منها ولكن هذه دراسات قديمة لم تتكرر، ووجد أيضا أن استعمال المراهم الكورتيزونية الخفيفة تحسنها؛ لأنها التهاب والكورتيزون هو مضاد التهاب، وباختصار ولأصحاب البشرة السمراء وخاصة الأطفال ننصح بتجنب الشمس بشدتها صيفا، وننصح باستعمال واقيات الضياء والفيتامينات العامة ومنها مضادات التأكسد مثل فيتامين سي، مع استعمال كريم هيدروكورتيزون 1% مرة يوميا، ومع المدة التي قد تستغرق أسابيع سيتحسن الوضع بإذن الله.

من المهم أن تراجع الاستشارة رقم (235147) فهي تناقش احتمال وجود الفطريات وتأثيره على لون البشرة - التينيا -، وكذلك مراجعة استشارة رقم (261562) فهي تناقش التفريق بين بقع بيضاء وفيها الوصف والتفريق بين مختلف البقع البيضاء مع ذكر ما قد يصيب البالغين أيضا.

ختاما يمكن اعتماد الرعاية العامة لابنتك وتغذيتها بشكل جيد ومساعدتها من خلال إعطاء الفيتامينات والرياضة التي تفتح الشهية، خاصة إن كانت ممتعة لها، ومن الممكن مراقبة هذه البقع عن كثب وبدون وسوسة مفرطة ولا إهمال - أي التوسط -، وفحصها وهي نائمة دون أن تدري وذلك مرة كل عدة أشهر، وذلك لمراقبة التحسن أو تطور هذه البقع.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات