السؤال
السلام عليكم.
تعرفت على شاب من 4 أشهر تقريبا، أحس بإعجاب وتفاهم وإحساس صادق تجاهه، وهو كذلك يبادلني نفس الشعور، وأنا متأكدة.
المهم: هو الآن في صراع بين عقله وقلبه؛ لأن والدته ترغمه بالزواج من فتاة قامت باختيارها له، لكنه لا يكن لها أي نوع من الإحساس.
الغلط الذي ارتكبه كان قد وعد أمه بأنها من ستختار له زوجته، وكان ذلك قبل تعارفنا، ووالدته مصرة على اختيارها، بينما هو لا يدري ماذا يفعل!؟ هل يرضي قلبه ويغضب والدته أم يرضي والدته ويقتل أحاسيسه ويتزوج إنسانة لا يكن لها شيئا؟ بماذا تنصحونه؟ وبماذا تنصحونني؟ هل أنسحب من حياته وأتركه يطيع أمر والدته، وبالتالي أكون قد قتلت قلبي مجددا؟ أنا مستعدة لفعل أي شيء مقابل راحته ورضائه، وأعلم جيدا وجوب طاعة الوالدين، فما العمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ الحمامة البيضاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإننا ننصحك بالانسحاب حتى يتمكن الشاب من حسم أموره مع والدته والمجيء إلى داركم من الباب ليتعرف على أهلك الأحباب، وننصح الشاب بألا يتزوج من فتاة إلا إذا ارتضى دينها وأخلاقها ووجد في نفسه ميلا إليها وانسجاما ووفاقا، وذلك لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
وإذا لم تكن لديه رغبة فعليه أن يجتهد في إقناع والدته، وعليه أن يعلم أن المجاملة في مثل هذه الأشياء لا تصلح لأن رحلة الحياة طويلة، وهو الذي سوف يعيش مع المرأة وليست والدته أو غيرها من الناس.
ولا شك أن قول الشاب بقبول الفتاة التي لا يريدها يعتبر من الخطأ، كما أن تعارفكم بهذه الطريقة لون من التصرف الخطأ، وليس من مصلحة الفتاة القيام بتأسيس علاقة مع شاب في الخفاء بعيدا عن أهله وأهلها، وهي أول من يتضرر من هذه المخالفة حتى لو حصل الزواج وتم تكون الأسرة الجديدة.
ولا يخفى على أمثالك أن الإسلام أكرم الفتاة المسلمة وأرادها مطلوبة عزيزة غالية، فلا يستطيع الرجل مهما كان أن يصل إلى العفيفة الطاهرة إلا بعد أن يطرق باب أهلها، ويقدم بين يدي طلبه الثناء العاطر ويظهر الاستعداد للبذل من أجل الوصول إلى بنت الكرام، ولكن طائفة من بناتنا استبدلن الذي هو أدنى بالذي هو خير، فلا تكوني ممن يجرين وراء الرجال وذلك لأن الرجل يحتقر الفتاة التي تجرى وراءه ويحترم من تصعب عليه وتلوذ بربها وتحافظ على إيمانها وحجابها وثقة أهلها بها.
وأرجو أن تعلمي أن بعض الفتيات قدمن التنازلات، وبعد أن وقع الفأس في الرأس قال لهن أصدقاء الأمس أزواج اليوم مع أول أزمة تحصل: عليكن أن تتحملن نتيجة الاختيار، وقالوا لهن: لم تكن عندنا رغبة في الارتباط ولكن خشينا من إحراجكن، ونحو ذلك من الكلمات التي يصعب على الإنسان بلعها وقبولها.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تتأكدي من استقرار أسرة الشاب ومن قدرته على فرض إرادته، واعلمي أنه مطالب بالطاعة لأمه، ولكنه مطالب مع ذلك بعدم ظلم بنات الناس، وشريعة الله كلها عدل ورحمة.
ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير حيث كان ثم يرضيكما به.