ضعف التركيز والاستيعاب عند الطفل

0 535

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنتي عمرها 6 سنوات، من فضل الله علينا أن فيها الكثير من الصفات الطيبة والهدوء، هي الآن في السنة الأولى من المرحلة الابتدائية، لا أستطيع قياس ذكائها جيدا فأحيانا تشعرني بأنها ذكية وأحيانا أخرى يذهب الذكاء تماما، وأظن أن مستوى ذكائها بوجه عام متوسط، ولكن المشكلة في مستوى تركيزها في المذاكرة والاستيعاب، والمشكلة الأخرى في النسيان السريع جدا، بدأنا تحفيظها القرآن عن طريق محفظة منذ سنتين ونصف وحتى الآن لم تنته من النصف الأول من جزء تبارك وتنسى باستمرار السور الطويلة من جزء عم، قد يكون هذا تقصيرا منا في المراجعة معها أحيانا ولكنها عند الضغط عليها قليلا -بدون عصبية- تفقد التركيز تماما وتمحى ذاكرتها وكأنها لم تحفظ أو تتعلم أي شيء.

مشكلتها الأخرى أنها ملولة جدا، تشكو منها بعض مدرساتها بسبب عدم تركيزها ووجود أي شيء يلهيها بصفة شبه دائمة .. ونحن كأب وأم مثلنا مثل معظم الآباء والأمهات يأتي وقت للحب والعطف ويأتي وقت للعصبية وعدم التحكم في النفس حينما نتعامل معها ولكن هذه العصبية لا تتحول إلى ضرب إلا نادرا ويكون ضربا خفيفا، ومعظم الوقت يكون العقاب بالحرمان مما تحب.

نحن لا نتوقع أن تكون ملكا من ناحية التدين والأخلاق أو من العباقرة من ناحية التعلم وإن كان هذا من أمانينا بالطبع .. ولكننا نحاول جاهدين أن نعلمها، وأن نزرع فيها الآداب والمنهج الإسلامي الصحيح، ولا أدري هل حملناها أكثر مما تتحمل فأصبناها بعقدة نفسية!! أدعو الله أن لا يكون هذا هو السبب وأن ينير بصيرتنا وبصيرة كل أب وأم لما فيه خير لأولادنا.

وسؤالي: هل ذكاء الطفل وتركيزه يتأثر بحالة نفسية معينة؟ وكيف نستطيع حل مشكلة التركيز على الأقل إن قبلنا بأن الذكاء متوسط ولا تستطيع الطفلة تقديم شيء أكثر مما تقوم به؟ مع العلم أن ابنتنا في معهد أزهري خاص، والمواد التي تدرسها كثيرة مما يجعلنا أحيانا نشفق عليها، ولكن مشكلة التركيز موجوده حتى لو قللنا وقت المذاكرة وتركناها تلعب .. أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ضعف التركيز والاستيعاب لدى الأطفال في هذه السن يكون إما ناتجا من ضعف في الذكاء والمقدرات المعرفية أو نتيجة لعلة ما يعرف بداء الحركة المفرطة وضعف التركيز، وفي هذا يكون الطفل كثير وشديد الحركة للدرجة التي لا تلهيه أحب الأشياء إليه، ويكون الطفل أيضا عصبيا واندفاعيا وهذه بالطبع وجدته كعلة مرضية تعالج عن طريق العلاج السلوكي وكذلك بعض الأدوية التي تعطى بعد أن يبلغ الطفل سن السابعة.

من السرد الذي ورد في رسالتك لا أعتقد أن الطفلة تعاني من داء الحركة الزائدة، ولكن ربما يكون من الأصلح التأكد من مستوى ذكائها وذلك بعرضها على أخصائي نفسي ليقوم بإجراء الاختبارات اللازمة.

والإشارات التي وردت في رسالتك لا تدل أيضا أنها تعاني من تخلف عقلي ولكن ربما تكون هنالك درجة بسيطة من نقص المقدرة المعرفية وهذه تعالج بالطبع بتخصيص وقت أكثر للدراسة وتكرار المعلومات دون إجهاد للطفلة بمعنى أن يتاح لها اللعب بين فترة وأخرى كما أن اللعبة تعتبر وسيلة تعليمية جيدة للأطفال.

من الواضح أخي الكريم أنك مستبصر وعلى إدراك تام بأصول التربية الصحيحة ولاشك أن المزيد من التحفيز والتشجيع للطفلة سوف يساعدها أكثر.

الحالة النفسية لا تؤثر تأثيرا مباشرا على الطفل فيما يخص مستوى الذكاء ولكن بالطبع الطفل المستقر نفسيا وفي محيط يبعث عن الطمأنينة والتشجيع سوف يكون أكثر مقدرة على الاستيعاب وتطوير المهارات.

جزاك الله خيرا في حرصك على تربيتها على النهج الإسلامي السليم، وأنا على ثقة أنك مدرك لكل متطلبات هذا المنهج وتحفيظ القرءان الكريم للطفل يحسن من استيعابه ومداركه ولكن بكل تأكيد يجب أن نراعي مقدرات أطفالنا الاستيعابية.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات