السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ذهبت إلى مركز الأعشاب لدينا لأسألهم عن بذر الكتان، ودوره في تخفيف الوزن وما ضرره، فأجابني: أنه مفيد للجسم بشكل عام، ولم يذكر أنه مفيد لتخفيف الوزن. وقال: إن لديه دواء مفيدا لتخفيف الوزن وليس له أضرار، واسمه - L-carnitine- وللأسف كانت الطبيبة صينية ولم أفهم إنجليزيتها.
فهل صحيح أن هذا الدواء ليس له أضرار؟ وكم ينقص من الوزن في الشهر بدون رجيم؟ وبذر الكتان هل ينقص من الوزن، أم هو وهم؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تومو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن بذور الكتان تعتبر من الأطعمة المفيدة التي يمكن إضافتها إلى قائمة المأكولات الصحية، فهي غنية بالأحماض الدهنية الأساسية المفيدة للقلب، والتي تخفض الكوليسترول، وقد أشارت الأبحاث أن إضافة ربع كوب من بذر الكتان المطحون إلى الغذاء اليومي يساعد في تخفيض ضغط الدم، كما أنه يعمل على تحقيق التوازن في معدل السكر في الدم.
وعلاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن الزيوت الأساسية والألياف الموجودة في بذر الكتان، يمكن أن تساعد في تخفيض احتمالات الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية، إضافة إلى تخفيض استجابة جلوكوز الدم عند الأشخاص المصابين بمرض السكري، ويتميز بغناه بمواد تزايد الاهتمام العلمي بها مؤخرا، وهي الأحماض الدهنية من فئة أو ميجا-3 مثل حمض الألفا لينوليك، والمركبات المعروفة بالخشبيات Lignans وهي نوع من مركبات الإستروجين النباتية Phytoestogens (التي يعتبر بذر الكتان أغنى النباتات بها على الإطلاق - نحو ثمانمائة ضعف الكميات الموجودة في النباتات الأخرى)، وكلاهما يوجد بكثرة في بذر الكتان، ويعتقد أنها ذات قدرة كبيرة على مكافحة السرطان، كما أن الجسم البشري لا يمكنه إنتاجها بنفسه، ولذا فلابد له من الحصول عليها من النباتات. وتحتوي أيضا على الألياف التي تنتفخ مع وجود الماء وبالتالي تلين البطن، وتعتبر منظفة للقولون والأمعاء، وتحتوي على مركبات الليجنين التي تعتبر أنها منشطة للمناعة.
وفي دراسة جديدة، وجد أن هذه البذور لها مفعول في تقليل الشهية، وتخفيف الوزن، ويعتقد أن مفعولها لتخفيف الشهية من أنها إذا أخذت قبل الطعام وشرب معها الماء قبل وجبة الطعام، فإن البذور تنتفخ بوجود الماء في المعدة وبالتالي يحس الإنسان بالشبع عند تناوله الوجبة، طبعا يجب أن نلاحظ أن هذا الفعل الإيجابي للبذور قد يصبح عاملا سلبيا إذا زاد تناولها، لذا ينصح بعدم الإفراط في تناولها.
وينصح بوضع بذور الكتان في الثلاجة وطحنها جيدا قبل ابتلاعها مباشرة، وعدم شراء الأنواع المطحونة الجاهزة؛ لأن البذور المطحونة تتأكسد بسرعة، ولأن تناول الحبوب الكاملة قد يؤدي إلى عدم تمكن الجسم من هضمها والاستفادة بمحتوياتها.
أما - L-carnitine فإنه مركب يشكله الجسم من الحموض الأمينية لايسين وميثايونبن، وعمله في الجسم أنه يساعد على احتراق واستقلاب الحموض الدهنية .
إن من يعانون من زيادة الوزن تميل أجسادهم إلى تحويل السعرات الحرارية الزائدة إلى دهون مخزونة بدلا من تحويلها إلى طاقة، فالنتيجة هنا هي استغلال غير كافي للمواد الغذائية وبالتالي زيادة الوزن.
أما ما يتعلق بالكارنيتين (حارق الدهون): فقد قادت الأبحاث في الأربعينيات العلماء إلى تصنيفه كعضو من عائلة فيتامين (ب) المركب وأطلق عليه اسم فيتامين (BT). وتعني كلمة فيتامين أنه مركب لا يستطيع الجسم تكوينه بمفرده. لذا يعتمد الجسم في الحصول عليه من الوجبات الغذائية. ولكن في الحقيقة الكارنيتن ينتجه الجسم، ولهذا فهو يعتبر مادة غذائية غير فيتامينية ترتبط بشدة بالأحماض الأمينية (البروتينيات).
وقد وجد: (أن الكارنيتين) هو المكون الذي يحمل الدهون إلى أماكن تشكيل الطاقة في الخلايا لكي تحترق، وله ثلاثة أدوار علاجية تتلخص فيما يلي:
1) تدعيم الطاقة الحرارية والوظائف المختلفة للجسم.
2) تحسين كفاءة العضلات وقوتها.
3) تطبيقه في التحكم في الوزن.
ويتوقف معدل حرق الجسم للدهون على قابلية الكارنيتين لتحويل الدهون لطاقة ليس له أضرار، إلا أنه يتدخل مع بعض الأدوية التي تعالج الايدز وأدوية الصرع، وأدوية حب الشباب، ولذا ينصح بعدم أخذه مع هذه الأدوية. وأما عن قدرته على تنزيل الوزن فإنه ما زال يفتقر إلى الإثبات العلمي.
والله الموفق.