السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة متزوجة، وعندي أربعة أطفال، ومن حوالي ست سنوات أصبت بحالة اضطراب وخوف شديدين من الصوت العالي وخاصة صوت الرصاص والمفرقعات النارية، خاصة عند قرب شهر رمضان والأعياد، حيث يصيبني ذعر شديد، ولا أستطيع البقاء في البيت، فأنا أترك زوجي وأولادي وأذهب إلى أختي لأقيم عندها هذه الفترة، خوفا من المفرقعات النارية الشديدة فأنا لا أحتمل نفسي، وعندها حتى أولادي لا أطيقهم، ذهبت إلى طبيب نفسي فلم أجد حلا عنده ! أرجوكم أعينوني.
أختكم في الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أختي الكريمة، أنا لا أعتقد أن لديك مشكلة كبيرة بالرغم من أنك وصفتها باضطراب وخوف شديدين من الصوت العالي، ولا شك أن هذه نوع من المخاوف الخاصة نسميها بالمخاوف المكتسبة.
أولا: أرجو أن تجلسي مع نفسك وتجري نوعا من التحليل النفسي، وتفكري في نوعية هذه المخاوف، وبالطبع حين تفكرين فيها بعمق سوف تجدين أنه لا يوجد أي منطق يفسر هذا الخوف أبدا.
حاولي أن تجدي تفسيرا منطقيا له، وسوف تصلين إلى خلاصة أنه أمر لا يليق بك، بالرغم أنك لست جبانة، وهذا نوع من الخوف المكتسب، ولكن الشيء المكتسب إذا لم نؤمن بسخفه ونسعى لتحقيره لن نفتقده، إذن من خلال التحليل النفسي الواقعي الداخلي وإجراء حوار مع النفس من خلال ذلك تستطيعين إن شاء الله أن تحقري من فكرة الخوف.
الشيء الثاني هو أرجو أن تعرضي نفسك لمصادر الأصوات، يجب أن تكون لديك جلسات علاجية، ومن هذه الجلسات العلاجية حاولي أن يساعدك أحد بأن يثير حولك أي نوع من الأصوات العالية، وحتى يمكن أن يستعمل صوت الرصاص الكاذب الذي يستعمل في ألعاب الأطفال...وهكذا، هذه طرق علاجية حقيقية قد يلاحظ الإنسان أنها ربما تكون نوعا من المزحة أو عدم الجدية، ولكن لا، هي تقوم على حقائق علمية، إذن التعرض لمصدر الخوف هو الوسيلة الوحيدة لإزالة وعلاج الخوف بعد أن يقتنع الإنسان بعدم جدواه وعدم منطقيته ويسعى لتحقيره.
إذن أختي الكريمة أنت مطالبة بأن تعرضي نفسك يوميا لمدة نصف ساعة لهذه الأصوات، يمكن أن يساعدك زوجك أو أحد أقربائك في عمل هذه الأصوات، وأرجو أن لا تتجنبيها فهذا أمر ضروري جدا .
الجانب الثاني في العلاج هو التذكر بأن الذهاب من بيت الزوجية وترك الزوج والأولاد هذا ليس صحيحا مهما كان زوجك متسامحا، فيا أختي الكريمة هذا الموقف ليس موقفا سليما، أنا أعتقد أنك جعلت من المخاوف أمرا ضخما وكبيرا، وقللت من اهتمامك ببيتك، هذا ليس من قبيل الإلامه ولكن من قبيل المقارنة بين الفعلين، فأرجو أيضا أن تقيمي البقاء في المنزل ورعاية الزوج والأولاد مهما كان، أرجو أن تقيميه بتقييم أعلى مما يحدث، والذي من خلاله تتركين البيت، فأرجو أن تقيمي الأمور على هذا المنوال .
الشيء الآخر هو أرجو أن تقومي بتمارين الاسترخاء، هنالك تمارين للتنفس، أرجو أن تجعلي زوجك يحدث أحد هذه الأصوات العالية الصاخبة، وفي أثناء هذه الأصوات حاولي أنت أن تسترخي بأن تستلقي في مكان هادئ، أغمضي عينيك، استمعي للصوت، ومع الصوت خذي نفسا عميقا جدا عن طريق الأنف، افتحي فمك قليلا، استنشقي الهواء بقوة، اجعلي صدرك يمتلئ بالهواء، وترتفع البطن قليلا ثم بعد ذلك أمسكي على الهواء ثم أخرجيه من صدرك بقوة وبطء، ويكون إخراجه عن طريق الفم، وهذا بالطبع هو الزفير ..كرري هذا التمرين واجعلي زوجك يقوم بهذه الأصوات، وهذه الأصوات يمكن أن تكون مسجلة أيضا، لا مانع أن تسجلي صوت الرصاص، وتستمعي له وتعرضي نفسك له، ولا مانع أن تكون هنالك صور لأسلحة نارية مع هذا الصوت، هذا كله نوع من التعرض، نحن نسميه التعرض السلوكي، وهو ذو فائدة علاجية كبيرة.
الجزء الأخير في العلاج هو الجزء الدوائي، هنالك أدوية جيدة جدا فعالة تساعد في علاج هذا النوع من المخاوف، ولكنها ليست الأساس، فالأساس هو العلاج السلوكي، ولكن الأدوية مكملة، هنالك دواء يعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة 10 مليجرام ليلا، وبعد شهر ارفعي هذه الجرعة إلى 20 مليجرام واستمري عليها لمدة ستة أشهر ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى 10 مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناولها هذا إن شاء الله يفيد كثيرا، وأسأل الله لك التوفيق والصحة والعافية.