العلاج الهرموني والأعراض النفسية والجسدية للاكتئاب .. العلاقة والعلاج

0 419

السؤال

منذ أكثر من شهرين وأنا أعاني من الاكتئاب الذي بدأ شديدا، ثم أخذ يقل ولكن ببطء شديد، ولكنه لم يذهب إلى الآن، وكنت قد تناولت دوائي Dian-35 و Cyproterone acetate ، بدأ في يوم 21 رمضان آخر يوم أتناول فيه الدواء خلال تلك الدورة، وكان ذلك أول شهر لي مع الدواءين، المهم أحسست بآلام في الأمعاء، وغثيان ونزيف قرابة ثلاثة أسابيع، وضيق في التنفس، وشد في الصدر، وصداع في الرأس، وآلام في الرقبة والكتف الأيسر، والقولون العصبي، وقلة النوم، وأحيانا عدمه، وحالات الفزع والخوف من الظلام، والموت، وأشياء غريبة لأول مرة أشعر بها قرابة الأسبوعين أو يزيد، ثم بدأ يقل تدريجيا فأصبحت أنام، ثم مزاجي أخذ بالتحسن، وذهبت آلام الأمعاء والقولون، لكني إلى الآن وبعد أكثر من شهرين لا زلت أشعر بالفتور، والخمول، والكسل، وعدم التركيز، ولا أعمل أي شيء تقريبا، فبدأت تأتيني شكوك بأن ذلك ليس من الدواء، وإنما من شيء آخر.

مع العلم أنني قد توقفت عن الدواء منذ شعوري بتلك الأعراض، ولم أتناوله للشهر الثاني؛ لأنني عللت هذه الأعراض بالدواء، فهل الدواء هو السبب؟ وإذا كان كذلك فلماذا لم تذهب الأعراض إلى الآن؟ وكيف يعمل هذا الدواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
حقيقة، تناول الأدوية الهرمونية بصفة عامة ربما يكون هنالك نوع من الربط بينه وبين الأعراض النفسية، الحقائق العلمية لا أقول متضاربة في هذا السياق، ولكنها ليست قطعية وليست تأكيدية، (والسايبرتورين استيت) هو من الهرمونات القوية جدا، وأنا أعرف أنه يسبب كثيرا من المصاعب بالنسبة للرجال إذا أعطي لهم، ولا نستطيع أن نقطع بصفة جازمة أنه هو السبب في الأعراض التي حدثت لك، ولكن ربما يكون عاملا من العوامل التي أدت لذلك أو إلى الأعراض النفسية التي شعرت بها، وهنالك جانب ثالث أود أن أضيفه، وهو أن الأعراض الجسدية من آلام في الأمعاء والغثيان، هذه أيضا ربما تكون ناتجة من بعض الإصابات الفيروسية البسيطة، ويعرف تماما أن الإصابات الفيروسية غالبا ما يعقبها نوع من عسر المزاج وعدم الارتياح والقلق والتوتر، وقد شاهدت الكثير من حالات الاكتئاب التي حدثت بعد نزلات البرد والأنفلونزا الفيروسية، شاهدت ذلك كثيرا وهي علاقة معروفة جدا.
إذن: نستطيع أن نقول إن الدواء ربما يكون سببا، ولكن في الأصل أنت لديك الاستعداد، أو ربما يكون هنالك أيضا نوع من الإصابة الفيروسية البسيطة، بعدها نتجت هذه الأعراض .
عموما: أيا كان السبب أنت الحمد لله الآن توقفت عن الدواء، وبلا شك إذا كانت هنالك إصابة فيروسية، انتهت الآن، وإذا كانت هذه الأعراض بالبساطة والتحمل فعليك الصبر وعليك أن تحاولي أن تعيشي حياة طبيعية وعادية بقدر المستطاع، أما إذا كان بخلاف ذلك فأنصحك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، ولا بأس في ذلك مطلقا ؛ لأن هذه أدوية بسيطة وسليمة وآثارها الجانبية قليلة جدا، من هذه الأدوية سيكون البروزاك والسبراليكس فهي من الأدوية التي تفيد كثيرا في مثل هذه الأعراض، يمكن أن تبدئي بالسبراليكس فهو دواء بسيط وجيد والجرعة التي تحتاجينها عشرة مليجرام فقط، تناولي عشرة مليجرام ليلا، وأعتقد أن مدة العلاج لن تزيد عن ثلاثة أشهر في مثل حالتك.

لابد أيضا أن تمارسي بعض التمارين الرياضية، فهذه التمارين الرياضية يعرف عنها أنها تزيل الخمول والكسل، كما أنها تؤدي إن شاء الله إلى انتهاء أعراض الضيق في الصدر، وكذلك القلق والتوتر .

أرجو أيضا أن تعيشي حياة فعالة، وأن تكوني إيجابية في طريقة تفكيرك وتعاملك مع الأمور، فهذه كلها من آليات العلاج المهمة جدا .

أسأل الله لك التوفيق والشفاء والعافية.
-----------------------------------
انتهت إجابة الدكتور ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الخوف من الموت بالوسائل السلوكية: (261797 - 263659 - 263760 - 272262 - 269199).
والاكتئاب: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121).
وعدم التركيز: ( 264551 - 226145)، والخوف: (249740 - 2667).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات