ممارسة البنات للرياضات العنيفة كالكاراتيه

0 492

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي طفلة عمرها ثلاث سنوات، وكنت قد نويت أن أعلمها رياضة الكاراتيه مثل أخيها حتى تستطيع الدفاع عن نفسها إذا ما تعرضت لأي اعتداء، ولكنني ترددت بعد ذلك عندما سمعت من أحد الاستشاريين النفسيين في برنامج تلفزيوني يقول: إن تنشئة البنات بطريقة غير أنثوية قد يعرضهن مستقبلا للشذوذ الجنسي، فهل تعلم رياضة الكاراتيه يتعارض مع التنشئة الأنثوية؟

أرجو نصيحتكم في هذا الموضوع وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مازن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة! بالنسبة للرياضات العنيفة بصفة عامة بالطبع هي غير مفضلة خاصة في البنات، وأنا أعتقد أن هذه الابنة حفظها الله هي صغيرة جدا لتدريبها على مثل هذه الأنواع من الرياضة، وأنا بصفة عامة لست من أنصار أن تعلم البنات رياضة الكاراتيه أو الرياضات المشابهة، فهي حقيقة ضد الطبيعة الجسدية للبنت، كما أن هذا النوع من الرياضات يولد الميول إلى العنف والميول إلى اللجوء إلى الدفاع الجسدي حتى وإن لم يتطلب الموقف ذلك .

أما من ناحية أنها ربما تكون مدخلا للشذوذ الجنسي، أنا لا أستطيع أن أقول أن هذا الأمر على الإطلاق، ولكن قطعا البناء النفسي للإنسان والبناء الجنسي للإنسان يتأثر تأثرا كبيرا بمسلكه وطريقة تنشئته في أثناء الطفولة، هذه الرياضة تعرف أنها من الرياضات الذكورية إلى حد كبير والبنت التي تدرب على مثل هذه الرياضة ربما في المستقبل يحدث لها نوع من الخلط في هويتها الجنسية والخلط في الهوية الجنسية يؤدي إلى مشاكل وعقد نفسية كثيرة جدا .

إذن أنا حقيقة لا أنصح أبدا بأن تتعلم هذه البنية هذا النوع من الرياضة، وهذه وجهة نظر قائمة على المهنية، وقائمة أيضا على المفاهيم الشخصية، فربما أكون لست دقيقا حين أقيم الأمور بمقاسي الشخصي ولكن التقييم المهني المتوازن لابد أن نعتبره.

لا مانع بالطبع أن تتعلم البنت نوعا من التمارين الرياضية التي تناسب جسدها، وتناسب وضعها كبنت مسلمة، هذا أمر ضروري جدا، وعموما هذه الابنة حفظها الله لا زالت صغيرة، ويجب أن لا ندخلها في مثل هذه المتاهات، الطفل يمكن توعيته حين يصل السن التي يستوعب فيها الأمور كيف يدافع عن نفسه؟ كيف يدافع عن الآخرين؟ وأن نبني في الطفل القيم التي تقوم على قوة النفس، وعلو الهمة، والإيثار، هذا يجعل الطفل يستطيع أن يدافع عن نفسه بصورة أفضل.

وجزاك الله خيرا وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات