السؤال
السلام عليكم.
إخوتي في الله حفظكم الله.
أنا طالب في الثانوية أحببت فتاة متدينة مند 6 سنوات، أردت خطبتها من والديها، ولكن أجد مشكلة في العمل وظروفي الاجتماعية لا تساعدني، أرجوكم ساعدوني، أرجوكم أن تدعو الله أن يوفقني إلى تحصين فرجي، وإيجاد عمل، وإلى ما فيه خير لي في ديني ودنياي -حفظكم الله- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ توفيق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله لك التوفيق والسداد، ونرجو أن ينفع الله جل وعلا بك بلاده والعباد، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك والإخوان.
وأرجو أن تسمح لنا التعليق على قولك: (أحببت فتاة) وذلك لأن الحب الحلال هو ما يحصل بعد الرباط الشرعي، ويزداد مع التعاون على البر والتقوى رسوخا وثباتا وهو حب ينطلق من حب الله جل وعلا ويترجم باتباع الرسول والسير على هديه، قال تعالى: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني))[آل عمران:31]^.
ولست أدري أين رأيت الفتاة؟ وهل أهلها على علم؟ وهل أخبرت أهلك بذلك؟ وهل تبادلك المشاعر؟ وما هي طبيعة العلاقة التي بينكما؟ وهل أهلك عندهم إمكانية حالية حتى يساعدوا؟ وهل الفتاة قريبة أو جارة؟ وهل يمكن لأهلك أن يكلموا أهلها؟ مع أننا لا نؤيد طول فترة الخطبة لأن فهيا أضرار، وتجلب الفتور والبرود في الحياة الزوجية وهي سبب لإزعاج أهل الفتاة؛ لأن الخاطب يمكن أن يتخلى عن الفتاة ويكون قد فوت عليها الكثير من الخطاب الذين ابتعدوا لأنهم علموا أن هناك من تكلم فيها ورغب فيها.
ونحن نقترح عليك أن تعرض الأمر على والديك وأسرتك وتطلب منهم المساعدة وإيجاد الحلول المناسبة، وإن كان ولابد فأرجو أن تكون علاقة شرعية رسمية معلنة، وتطلب مهلة لتعد فيها نفسك، فإن قبل أهل الفتاة بذلك فيها ونعمت وإلا فعليك أن تصرف النظر وتشغل نفسك بطلب العلم والبحث عن العمل، وكم تمنينا أن يتقدم الشاب للزواج وأن يفكر في الزواج عندما يكون قد أعد ما يستطيعه من تكاليف الزواج، ونحن بالطبع نرفض الإسراف لكننا نقول أيضا لابد أن يدرك الشاب أن الزواج مسئولية وأن هناك أشياء لابد من توفيرها، وإذا علم الله جل وعلا منك الصدق والعفاف أعانك على الزواج والخير، فارفع أكف الضراعة إلى الله جل وعلا، واحسب لكل خطوة حسابها وابذل الأسباب ثم توكل على الكريم الوهاب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله جل وعلا أن يوفقك الله، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأرجو أن أعبر لك عن سعادتي بطلبك لذات الدين، وأشكر لك التواصل مع آبائك في موقعك.
وأرجو أن تلتزم بقول الله جل وعلا: ((وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا))[النور:33].
ونسأل الله جل وعلا السداد والثبات.