السؤال
أنا فتاة تعرفت على شاب، وقال لي إنه يحبني، ويريد الزواج بي، ولنا على هذه الحال سنة وأربعة أشهر ولم يتقدم لخطبتي بعد، وفي كل مرة يقول لي حجة، علما أنه لم يلمس حتى يدي، ولم نفعل أي شيء يغضب الله.
لكنني في الفترة الأخيرة مللت الانتظار، وقلت له: إذا لم تأت لخطبتي حتى شهر مارس اعتبر أن كل شيء بيننا قد انتهى، فهل أكون إذا تركته لأنه لم يأت في المدة التي حددتها لخطبتي قد كسرت بخاطره؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كسر خاطره أهون من الاستمرار في علاقة تجلب غضب الله جل وعلا، وتكون سببا في فقدانك لثقة أهلك، وأرجو أن تعلمي أن الشاب إذا وجد فتاة تؤانسه وتكلمه لا يهتم بإكمال مراسيم الزواج؛ لأنه حصل على بعض ما يريده، فانتبهي لنفسك، وأصلحي وضعك قبل فوات الأوان، واطلبي منه أن يطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، واستغفري ربك وتوبي إليه التواب، واعلمي أن من تترك شيئا لله يعوضها الله بخير منه.
ونحن إذ نرحب بك في موقعك ونعبر لك عن سعادتنا بهذا السؤال الذي يدل على أنك صحوت من الغفلة، وأن لك أن توقفي الجري وراء السراب فاتركي هذا الشاب، وإذا كان فيه خير فعليه أن يطلب يدك رسميا، وإذا لم يفعل فاعلمي أن الله جل وعلا قد كفاك وحماك.
وأرجو أن تعلم جميع بناتي الفاضلات أن الرجال يجرون خلف المرأة التي تتأبي عليهم، وتلوذ بإيمانها، وتحتمي بحجابها وحيائها، ولكنهم يهربون من الفتاة التي تقدم التنازلات ، وتخون والديها والأعمام والعمات، ولا تراقب رب الأرض والسموات، مع أنهم يضحكون معها، ويسمعونها الألفاظ الجميلة لكنهم لا يرضونها أما لعيالهم، ولا أمينة على دورهم وفرشهم، ومن هنا يتجلى إكرام الإسلام للمرأة حيث أرادها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله جل وعلا، ثم بكثرة اللجوء إلى الله جل وعلا، واعلمي أن الأمر بيد الله جل وعلا، وأنه لن يحدث في كونه إلا ما أراده، وأن ما عند الله جل وعلا من التوفيق والخير والسعادة لا ينال إلا بطاعة الله جل وعلا، واعلمي أن كل علاقة ليس لها غطاء شرعي؛ تنقلب وبالا على أهلها حتى لو حصل الزواج؛ لأن الشكوك تطارد الطرفين كما أن الشيطان يجتهد في الخراب؛ فإنه لا يريد للحلال أن يسود، ولا يريد لأهل الإيمان أن يسعدوا، وقد قال لنا رب العزة والجلال: (( إن الشيطان لكم عدو ))[فاطر:6].
ونحن في الحقيقة نتمنى أن يتوقف كل شيء الآن وليس في شهر مارس، وهذا فيه مصلحة لك وله؛ فإن تصحيح الوضع لا يحتمل التأخير، واعلموا أن الالتزام بشرع الله جل وعلا فيه الخير الكثير قال تعالى: (( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا ))[النساء:66].
ونسأل الله جل وعلا أن يقدر الخير، ثم يرضيك به.