السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالإشارة إلى الاستشارة رقم (265801) من د. محمد عبد العليم -بارك الله فيه- وعلى ضوء الإجابة تم أخذ الدواء وبالمقدار المحدد -والحمد لله- بدأ التحسن (40%) إلى (50%) يظهر على أختي، وخرجت من كثرة التفكير والعزلة، وبدأنا نحاول نشاركها في العمل ومشاهدة التلفاز، ولكن بدأت أختي بكثرة العناد (تعمل عكس ما نقول لها في كل شيء) والآن هي تتابع التلفاز بشكل غير طبيعي يصل إلى (15 ساعة) أو أكثر، ولا تقبل أن تترك التلفاز للعمل أو حتى لدخول الحمام، وأصبح الموضوع حسب ما نرى تحد أكثر من مشاهدة تلفاز، وفي بعض الأحيان تسرح في التفكير ولا تشاهد التلفاز، بيدها جهاز التحكم ولكن في غالب الأحيان هي تتابع وتنتبه للتلفاز.
لا نعرف ماذا نعمل الآن؟ وهل نستمر بنفس الدواء مع العلم حاليا أنها لا تأخذ الدواء بانتظام؟ وكيف نتعامل معها لدخول الحمام لقضاء الحاجة وهي تتهرب دائما من كل شيء بحجة متابعة التلفاز؟ وإذا منعت من متابعة التلفاز تبدأ بالبكاء وحتى تبدأ تضرب كل من يحاول إزعاجها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Yahya حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لها الشفاء والعافية.
أخي الكريم:
الإنسان يمكن أن يتغير مسلكه وطباعه وذلك بأن نحفزه، بأن نلجأ إلى جانب المودة واللطف معه، هذا أمر ضروري جدا.
نصيحتي هي أن يتعامل مع هذه الأخت شخص واحد في الأمور التي تتطلب النهي، مثل الجلوس لفترات طويلة أمام التلفزيون، وهذا الشخص يكون لديه الأسلوب، ويكون لديه الطريقة ويعطيها بدائل، يجب أن لا نقول لها: لا تجلسي عند التلفزيون دون أن نعطيها بدائل، يمكن أن نعطيها بدائل أخرى من الترفيه، نأخذها ونخرج...وهكذا.
إذن: الأمر يتطلب الحوار الجيد والصبر والملاطفة والمنهج السهل، هذا هو الذي سوف يفيدها بإذن الله تعالى، وهذا ينطبق بالطبع على دخول الحمام، أن نحاول أن نكون معها ودودين وأن نتقرب إليها، وبالطبع يعتبر نوعا من التحفيز كما ذكرت، أن نعرض عليها بعض الأشياء المحببة إذا قامت بأي عمل إيجابي، هذه هي الوسائل المتاحة التي تقوم على الترغيب، وعلى التحفيز، وأن يكون التفاهم معها من جانب شخص واحد أو شخصين يكون لديها اعتبار لهم أكثر، هذا ضروري جدا، كما أنه يجب أن يتخير الإنسان اللحظات التي تكون فيها حسنة المزاج ويتفاوض معها، لا نتفاوض معها في أثناء الغضب والتذمر والاحتجاج، لا، هذا يتم تجاهله، وحين يتحسن مزاجها يكون هنا الحوار الإيجابي.
لابد أن تنتظم أيضا في الدواء، ولابد أن تشجع أيضا على انتظام الدواء، والمريض يلتزم بدوائه إذا وجد من يساعده ويلاطفه ويقدره ويشرح له مهما كان مستوى استيعابه.
هذا هو الذي أود أن أقوله، وأسأل الله لها الشفاء والعافية.
والله الموفق.