السؤال
إلى الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم وفقه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فألاحظ يا دكتور محمد! -رعاك المولى- أن أغلب الأطباء النفسيين في العالم يركزون على حديث المريض في تشخيصهم للحالة، وأنا الآن أتحدث عن الحالات العصبية فقط لا العقليه، ونقطة تركيزهم الشديدة ومحورها هو على الأعراض التي تصيبهم أو تزعجهم، وعن حجمها، حتى يحدد الطبيب الجرعة المناسبة، بمعنى أنه كل ما كانت الأعراض شديدة من حيث حجمها وقوتها كان تركيز الطبيب على جرعات متوسطه أو عالية أحيانا، لكن في رأيي المتواضع: أن هذا الأمر ليس صحيحا دائما، وأنا هنا أطلب تعقيب وتعليق الدكتور محمد لتوجيه الموضوع في مساره الصحيح:
أقول في رأيي أنه قد تكون الأعراض شديدة ولكن الجرعة العلاجية قد تكون أحيانا -مثلا في حالة الرهاب الاجتماعي نصف حبة من (سيروكسات)- كافية. كيف؟ لأن هذا الشخص تحديدا ربما تكون شخصيته وطريقة تفكيره إيجابية وطريقة استفادته من الدواء بحيث ينمي الجوانب السلوكية لديه، وقد تكون لديه سمات في شخصيته وأمور أخرى يعرفها الطبيب من كلام المريض تدل على أنه ليس بحاجة إلى جرعات عالية ولا متوسطة، وهذا قد وقع كثيرا، وأطباء النفس يعرفون نماذج غير قليلة لمن استفاد أصلا من أدوية لا توصف للرهاب تحديدا.. هناك من استطاع القضاء على نوبات الذعر وأنا أعرفه جيدا بعلاج (دوجماتيل) فقط! لأني أعرف أنه مستعد بأقصى درجة للاستفادة من أي دواء يساهم ولو بيسير في علاج الحالة مع أن النوبات كانت تمنعه من السفر أصلا ولا يخرج من البيت، وهناك ممن أعرفهم من استطاع بجرعة 50 ملجم من (فافرين) السيطرة على أعراض الرهاب بشكل ملحوظ، وهناك في المقابل من يكونون ربما في الظاهر أقل حدة في الأعراض مما يوهم الطبيب فيصرف لهم جرعات أولية؛ لأنه بنى تصوره فقط على حديث المريض وأسلوبه وأعراضه، لكنه هو تحديدا ربما يحتاج جرعات عالية.
وسؤالي تحديدا والذي أطلب توجيه الدكتور حوله: هل يراعي الأطباء الآن فعلا هذا الجانب؟ أن يكون التركيز ليس على العرض فقط ولا على نفس حديث المريض فقط في حكايته لمشكلته، بل يجب أن يبحث الطبيب عن شخصية الإنسان نفسه وطريقة تعامله مع الموقف وقوته النفسية من عدمها حتى يحدد الجرعات المناسبة؟