السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني حسب وصف الأطباء مما يسمى بـ(La dermite seborreique) في فروة الرأس، وهي عبارة عن دهون مفرطة متجمعة في فروة الرأس لا ينفع معها غسل ولا تنظيف، حيث تعود في أقل من يوم واحد للتجدد في فروة الرأس مع ما تسبب من حكة والتهاب وبثور في الوجه والرأس وتساقط للشعر، فهل الأكزيما الدهنية يمكن الحد منها ومن انتشارها أو التحكم فيها؟ وهل هي سبب مباشر في تساقط الشعر؟ وكيف يمكنني التعامل مع هذه الحالة؟ وما هي آخر العلاجات المتوفرة للحد منها وضبطها وعلاجها؟ وهل هناك كريم أو لوشن للوجه أو صابون فعال لكل من يعاني من الإفرازات الدهنية المفرطة في الوجه والأنف والذقن؟!
علما أنني ذهبت مؤخرا إلى طبيب جلدية ووصف لي دوائين لما يسمى بالحساسية الدهنية وهما: (شامبو Ionax p) مرتين أسبوعيا لمدة شهرين و(Ketoderm sachets)، وقد أعطاني موعدا بعد شهرين لمعاينة آخر التطورات فيما يخص حالتي، لكني حتى الآن متردد في استعمال هذا الدواء وفي الجدوى منه، فبماذا تنصحوني؟ وهل هذا الدواء مفيد في مثل حالتي؟!
ولكم جزيل الشكر والثناء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ayman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الله ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء، وأرجو أن يقع هذا الدواء في يدك وأن تشفى بإذن الله تعالى، وأملي أن ذلك بات وشيكا، وأما تشخيص ما تشتكي منه فقد يكون التهاب جلد دهني، وقد يكون صدفية، ويجب التفريق بينهما، ولذلك ننصح بمراجعة الاستشارة رقم (18604) التي تقارن بين الصدفية والتهاب الجلد الدهني على الرأس، والاستشارة رقم (261468) والتي تتكلم عن الصدفية على الرأس، وأما التهاب الجلد الدهني على الرأس فقد ناقشناه بالتفصيل في الاستشارة رقم (257483).
وإن وجود كمية من الدهون في الرأس والحواجب وأعلى الوجه يشير ويوحي إلى أن ما تشكو منه يسمى بالتهاب الجلد الدهني، والذي يصيب المناطق الدهنية في الجسم، خاصة جلدة الرأس والحاجبين والحافة الجانبية لالتقاء الأنف بالخدين، وأحيانا منتصف الصدر أو منتصف الظهر، كما أنه يتظاهر على شكل مساحات من الجلد الأحمر تغطيه طبقة من الإفرازات الدهنية اللزجة والتي تختلف شدتها من مريض لآخر، وأحيانا تكون هذه القشور جافة ومتفتتة، أي على شكل بودرة ناعمة صغيرة، هي ما يسميها الناس بالقشرة.
لقد كان يعتقد أن الغدد الدهنية تفرز كثيرا، فيحدث هذا الالتهاب، ولكن تبين أن هناك كائن صغير يسمى (بيتروسبورام أوفال) هو السبب في إحداث هذه التظاهرة، والتي تؤدي لزيادة نشاط الغدد الدهنية، مما يؤدي إلى التهاب الجلد بسبب تراكم المفرزات عليه، ولذلك فإن القشرة معدية، وقد تنتقل باستعمال مشط المريض.
أما النصائح العلاجية فهي تندرج وفق ما يلي:
1- استعمال شامبو نيزورال (Nizoral) مرتين أسبوعيا لمدة شهر، ثم مرة أسبوعيا لمدة شهر، ثم مرة كل أسبوعين عند اللزوم.
2- ينبغي أن يبقى الشامبو على الرأس لمدة كافية وهي عشر دقائق عند كل غسل.
3- لا مانع من استعمال الشامبو الذي ترتاح له يوميا أو قبل النيزورال أو بين غسلتين من غسلات النيزورال.
4- قد يفيد استعمال زيت الزيتون الطبيعي وذلك بتطبيقه بكمية قليلة على المواضع الدهنية ثم يدهن بلطف لمتص الشحوم والدهون والقشرة السميكة ولكن يجب عدم إبقائه على الرأس لأكثر من عشر دقائق بعد الدهن بل يجب الاسراع إلى غسله بالشامبو المذكور أعلاه.
5- لا مانع من استعمال بعض من مضادات الالتهاب الموضعي إن كان هناك تهيج جديد في الجلد، وذلك لتخفيف الشعور بالإزعاج، مثل موميتازون لوشن (Mometasone) والمسمى إليكوم لوشن مرة عند الزوم وبأقل كمية ممكنة، وننصح باستعماله بعد الاستحمام بساعة على الأقل حتى لا يؤدي الماء الموجود على الشعر إلى تمديد الدواء المدهون، وننصح بأخذ فيتامين (ب) المركب لأنه قد يساعد على تنظيم الإفراز الدهني.
6- إن كانت الحكة شديدة فقد يفيد استعمال مضادات الهيستامين كلما دعت الحاجة إليها، ولكن ليس أكثر من مرة يوميا.
7- الحكة وتقشير الجلد ونتف القشور والدهون قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وتقيح الجلد فتتفاقم الأزمة.
8- في الحالات الشديدة والمعندة والتي لا تستجيب لأي مما ذكرنا وبعد تأكيد التشخيص بأنها التهاب جلد دهني وليس صدفية قد يفيد الروأكيوتين بدورة علاجية كالتي تعطى لحب الشباب الكيسي المعند وقد جربناه وأفاد في حالات شديدة كحالتك ولمزيد من المعلومات عن الروأكيوتين راجع الاستشارات ذوات الأرقام (18106، و18402، و236317) ففيها تفصيلات هامة عن الروأكيوتين.
وعلاج التهاب الجلد الدهني هو دهن الزيت قبيل الاستحمام ثم الغسل بالماء والشامبو المناسب، ونرجح ما ذكرناه أعلاه، مع غسل المشط والفرشاة لمنع تكرر العدوى منهما، وأخذ مضادات الحكة والفيتامينات، واستعمال اللوشن الكورتيزوني لتخفيف حدة المرحلة الالتهابية الحادة.
وأما الحمامات الساخنة فلا ننصح بها بل ننصح بالمعتدل والفاتر أو الدافئ.
التهاب الجلد الدهني يهيئ للبثور ويجب لذلك استعمال المضادات الحيوية الموضعية مثل الزينيريت لوشن فقط فوق البثور مرتين يوميا وإلى أن تنتهي
القلق والاكتئاب يساعدان على التهاب الجلد الدهني والرضا قد يحسنه
في الوضع الحالي لا ننصح بالكورتيزون عن طريق الفم إلا أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أخصائي.
وأما المينوكسيديل فهو ليس علاجا للالتهاب الجلد الدهني ولكن لعلاج تساقط الأشعار وسيفيد بإذن الله بعد الانتهاء من مشكلة الدهون والقشور التي تغطي الرأس على حد قولك، ومن المتوقع عودة الشعر لكثافته الطبيعية بعد زوال الأسباب وعلاجها.
ختاما أود أن أذكر بأن كريم هايدروكورتيزون 1 % يفيد آنيا ولكنه يخفف الالتهاب والاحمرار مؤقتا ويستعمل عند بدء العلاج ولكن عند الاستمرار على العلاجات المذكورة تخف الحاجة إليه، والأدوية التي ذكرتها في سؤالك غير المتوفرة في منطقتنا؛ لذلك لا نستطيع الإفتاء دون تجريبها.
وبالله التوفيق.