مدى تأثير فارق السن المتقارب بين الزوجين

1 478

السؤال

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هل تقارب السن بين المخطوبين يسبب إشكالا أم من الأفضل أن يكون فرق السن كبيرا؟
يعنى أنا فرق السن بيني وبين خطيبتي ستة شهور، يعني أنا عمري 25.5سنة وهي عمرها 25 سنة، هل تقارب السن هذا يسب إشكالا فيما بعد؟ علما بأنهم يقولون إن المرأة تكبر بسرعة ويزول جمالها بسرعة، يعني عند 50 سنة وما قبلها يسمى سن اليأس بالنسبة للنساء بخلاف الرجال فإنهم يمكن أن يظلوا إلى ما بعد الستين لهم شهوة وينجبوا بخلاف المرأة، مما أقلقني هذا الأمر، أفيدونا في هذا الأمر .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي سلامه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن ما ذكرته لا يخلو من الصحة، ولكن جمال الروح هو الذي يبقى، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة، التي تركز على جمال الدين، وكمال الأخلاق، وتلك بضاعة الأكياس التي تبقى مدى الأزمان، وتدفع أهلها إلى الغفران، بالرضوان والدخول للجنان، قال مالك الأكوان: (( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ))[الطور:21].

ولا يخفى عليكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة رضي الله عنها وهي تكبره بخمسة عشر عاما، وسعد معها كأكمل ما تكون السعادة، وتزوج عائشة رضي الله عنها وهو يكبرها بأكثر من خمسين سنة، وسعد معها أكمل سعادة، ومن هنا تتجلى لنا أن السعادة الزوجية تنال بالتقوى والإيمان والقبول والرضوان والتفاهم بين الأزواج والزوجات.
ومن هنا ذهب بعض العلماء إلى أن المقصود بقوله: (تسره إذا نظر إليها) ليس مجرد الجمال الظاهري، ولكن يدخل فيه النشاط والحيوية والتفاهم وحسن الأدب والتعمق في معرفة النفسيات والموافقة، وأرجو أن تعلم أن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وعليه فإن التوافق الحقيقي إنما يكون بين الأرواح، فإذا وجدت في نفسك ميلا وقبولا للفتاة وأعجبك دينها وأسعدتك أخلاقها ووجدت في نفسها مثل ما وجدت؛ فاعلم أن السعادة سوف ترفرف على حياتكما شريطة أن يكون بينكما تعاون على البر والتقوى.

واعلموا أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، قال تعالى: (( وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ))[الأنبياء:90].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله جل وعلا، واعلم أنه ليس من شروط السعادة وجود فارق مناسب في العمر، وليس من شروط السعادة وجود المال، وليس من شروط السعادة وجود الجمال، ولكن شرط السعادة الرئيس هو الإيمان والذكر للرحمن والدوران في فلك القرآن واتباع المبعوث من عدنان، فإن وجد بعد ذلك عامل آخر مثل المستوى الثقافي والاجتماعي والفارق المناسب، وذلك بأن تكون الفتاة أصغر بسنوات ولكن هذا الشرط قد ينخرم إذا كان الشاب عاقلا ناصحا فإنه في هذه الحالة تناسبه من تقاربه، فتلك عوامل تزيد الخير خيرا.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله جل وعلا وأسأل الله أن يقدر لكما الخير وأن يجمع بينكما على الخير.


مواد ذات صلة

الاستشارات