السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شاب في 25 سنة أحببت ابنت خالتي منذ الطفولة ولكن لم أخبرها إلا بعد مدة قصيرة من الآن فقد قصدتها للزواج رغم أن حالتي المادية لا تسمح لي بذلك، وكان الرد بـ(لا)، فلم أستطع نسيانها، وما زلت أفكر فيها ولكن مشكلتي إنني فقير حتى الآن، فبماذا تنصحونني؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Azd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكم تمنينا أن تطلب ابنة خالتك بعد أن تجهز نفسك وتقدم ما تستطيع من أموال وجهاز، ولن يضرك رفض بنت الخالة أو غيرها لأن النساء كثير، ولا بأس من تكرار المحاولة ولكن بعد أن تكون أكثر استعدادا، وهذا لو أرسلت من يتكلم بلسانك، ولن يصعب على والدتك أو أخوالك أن يطلبوها لك فاشغل نفسك بطاعة الله المجيد، واعلم بأن الفائز برضوان الله جل وعلا هو السعيد، ونسأل الله جل وعلا أن يجعل حياتك عامرة بذكر الله الحميد.
ولا شك أن السعي في طلب الرزق ممدوح ومطلوب، واعلم بأن الناس يرغبون في صاحب الهمة العالية، وليس الفقر عيبا ولكن العيب في التبطل والتعطل والرضا بالحياة الدون، ورغم أن الخالة أم وأن ابنة الخالة عزيزة وكريمة إلا أن الناس يحكمون على الإنسان بجده واجتهاده وقدرته على تحمل المسئولية، فحاول تحسين وضعك وآت البيوت من أبوابها، وأكثر من التوجه إلى من يجيب من دعاه، ويوفق من التزم بدينه وهداه.
وأرجو أن تعلم أن رفض ابنة الخالة لك لا يقلل من قيمتك ولا يرفع من قيمتها، وكل الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وقد لا يرتاح الإنسان لأقرب الناس إليه والإنسان لا يملك عواطفه ومشاعره.
ومن هنا تتجلى عظمة الشريعة التي تؤسس البيوت على الرضى والتوافق بعد الإيمان والتقوى، فإذا تبين لك إصرارها على الرفض فاتركها إلى غيرها وحافظة على علاقة الاحترام مع أرحامك، واعلم أنه لن يحدث في كون الله جل وعلا إلا ما أراده الله، وربما كان الخير في غيرها.
ونسأل الله جل وعلا لك التوفيق والسداد.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله جل وعلا ثم بكثرة اللجوء إليه مع ضرورة التعامل مع الموقف بحكمة حتى لا يحصل خدوش في صلة الرحم.
ونسأل الله جل وعلا أن يقدر الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأرجو أن أعبر لك عن سعادتي بتواصلك مع الموقع ونحن في مقام الأخ والأب.