السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شاب متدين إلى حد ما، ما عدا بعض الذنوب الصغائر، وقد حاولت أن أبحث عن وظيفة بعد أن اجتهدت في الدراسة لأجل ذلك، ولكن لم أحصل عليها، على الرغم من أنني أقدم سيرتي الذاتية لكثير من الأماكن ويطلبونني للمقابلة، ولكن لا يتم شيء.
ومنذ أكثر من سنة ونصف وأنا على هذه الحالة، وحتى الزواج لم أستطع أن أجد رفيقة دربي، فهل هذا ابتلاء أو عقاب من الله؟ علما أنني أطيعه كثيرا ولكن لم أفهم ذلك! وأندم كثيرا على اجتهادي بالدراسة سابقا، فهل هذا عقاب أو دليل على أنني إنسان سيئ لهذا لم يرزقني ربي شيئا؟ العمر يمضي والشباب لن يتعوض وأنا لم أصنع ذاتي بعد.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الله يعطي المال والرزق لمن يحب ولمن لا يحب، ويعطي المال والرزق لمن يؤمن وحتى لمن يكفر، ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها جرعة ماء، ونسبة لحقارة الدنيا فإنه سبحانه يعطيها للجميع ولكنه سبحانه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه، فهنيئا لك على ما وفقك الله إليه من الطاعات.
وأرجو أن تعلن رضاك عن كل ما يقدره رب الأرض والسماوات، واعلم أن لكل أجل كتاب وسوف يأتيك ما قدره لك الوهاب، فأشغل نفسك بالخير وتلاوة الكتاب وواصل السعي وبذل الأسباب ثم توكل على الكريم التواب، واحرص على بر والديك وصلة الأرحام، واحرص على الاستغفار، وصل وسلم على رسولنا عليه الصلاة والسلام.
واعلم أن الذنوب تحرم التوفيق، وقد يحرم الإنسان الخير بالذنب يصيبه، وأنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ودعاء، وإذا نظر الإنسان في مصائب الآخرين هانت عليه مصائبه، فانظر إلى من هم دونك ولا تنظر إلى من هم فوقك، وأرجو أن تعلم أن نعم الله مقسمة وأن العاقل ينظر إلى ما وهبه الله ويؤدي شكره، وبشكره لله وبطاعته لربه ينال المزيد وذاك وعد الله المجيد، قال تعالى: (( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ))[إبراهيم:7]، ومن هنا فنحن نوصيك بما يلي :-
1- الإكثار من اللجوء إلى من بيده ملكوت كل شيء.
2- مواصلة البحث واتخاذ الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب.
3- عدم اشتراط وظيفة معينة فكل عمل حلال شريف ومقبول.
4- عدم التضجر إذا لم تحصل النتائج المطلوبة لأن الإنسان لا يدري أن يكون الخير.
5- مساعدة المحتاجين ليكون العظيم في حاجتكم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلم أن الله وعد أهلها بتيسير الأمور فقال سبحانه: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ))[الطلاق:2-3]، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك.
وبالله التوفيق.