السؤال
أعاني من مرض جلدي (تينيا) منذ 6 سنوات، تظهر البقع في البطن والظهر بشدة في الصيف وتقل في الشتاء، وذهبت لأكثر من طبيب، تختفي وتظهر مرة أخرى بعد فترة قصيرة.
أرجو إفادتي في هذا الموضوع، جزاكم الله عنا كل خير.
أعاني من مرض جلدي (تينيا) منذ 6 سنوات، تظهر البقع في البطن والظهر بشدة في الصيف وتقل في الشتاء، وذهبت لأكثر من طبيب، تختفي وتظهر مرة أخرى بعد فترة قصيرة.
أرجو إفادتي في هذا الموضوع، جزاكم الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الوصف يتطابق مع النخالية المبرقشة، وهي مرض فطري جلدي ناكس يعشق الجلد الرطب أو المتعرق أو الدهني لذلك يكثر في فصل الصيف، وقد أوردنا العديد من الإجابات المتعلقة بالنخالية ( أظن أن الإشارة إليها تكفي ).
وتتميز النخالية المبرقشة بوجود شكلين أو تظاهرتين على الجلد:
الشكل الأول: وهو الذي تكون فيه الفطريات موجودة على الجلد ويمكن رؤيتها، وتعالج بمضادات الفطريات الموضعية أو الجهازية حسب شدة المرض.
والشكل الثاني: هو آثار التينيا المتبقية بعد علاج الفطريات، وعلاجها يكون بمحرضات اللون وليس بمضادات الفطريات.
وقد ناقشنا النخالية المبرقشة بشكل عام في استشارة سابقة ونورد أدناه نسخة منها:
سيكون جوابنا موجه لكم باعتماد تشخيصكم الذي ذكرتموه؛ لأنكم لم تذكروا شيئا من الأعراض، وسنعتبره أنه ما نسميه النخالية المبرقشة أو الملونة، علما بأنها تسمى في بعض دول الخليج أيضا بالبهق أو البهاق.
النخالية المبرقشة تتظاهر ببقع بنية اللون وذات وسوف تشبه البودرة أو الملح تكون واضحة أكثر بعد حكها، وهذه البقع البنية تأخذ أشكالا عديدة ومتنوعة ومختلفة وتنتشر إن لم تعالج، وتشخص بالفحص المجهري المباشر ورؤية العناصر الممرضة.
النخالية المبرقشة تعتبر شافية إن اختفت الوسوف وإن بقيت آثارها التي غالبا ما تكون بقع ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ.
النخالية المبرقشة أو الملونة غالبا ما تصيب بعض الأشخاص دون الآخرين، ومع أنها مرض معد ولكن لوجود قابلية فردية عندهم.
إن النخالية المبرقشة هي مرض ناكس، أي يصيب الإنسان أكثر من مرة؛ لأن الشخص نفسه عنده القابلية لتقبل هذه الإصابة، والتي قد تعود إليه من ملابسه أو من ملامسيه، أو من البذور الطائرة في الهواء، ولكن غالبا ما تعود عندما يكون الجسم مهيئا لها، أي رطب متعرق، وهذا متوفر صيفا أو عند من يعملون خارج المكاتب أو الرياضيون أو غيرهم ممن تتقبل جلودهم العدوى وإنبات المسبب للمرض.
تعالج الحالة الموضعة بالصابون الصفصافي الكبريتي (ساليسيليك أسيد سالفار سوب) وذلك بالغسل اليومي وإتباع ذلك بكريم كانيستين، أو بيفاريل مرتين يوميا، ولا ننسى غسل الملابس وكويها لمنع العدوى منها، وتستعمل هذه الكريمات طالما دعت الحاجة، وخاصة صيفا، وإن استعمال الكريم المتكرر على جلد طبيعي لن يفيد أكثر، ولكن استعمال الصابون المذكور قد يمنع عودة المرض، وإن كان استعماله يعتبر وقائيا.
أما الحالات المتوسطة من التينيا فتعالج بالشامبو المضاد للفطريات، مثل إيكونازول أو سيل صن، ويتبع باستعمال الكريمات سالفة الذكر.
أما الحالات الشديدة فتعالج بالحبوب المضادة للفطريات، مثل إيتراكونازول (تحت إشراف طبي) حبة مرتين يوميا لمد أسبوع تكرر عند اللزوم (تحت إشراف طبي أيضا).
أما البقع البيضاء التالية أو التي تأتي بعد التينيا فهي ليست تينيا، أي الفحص المجهري المباشر سلبي، ولا يوجد عليها قشور، ولا تستجيب لمضادات الفطريات لا الموضعية ولا الفموية، ولكنها تتحسن إما مع الزمن أو بمحرضات تشكيل اللون، وعلى رأسها العلاج الضوئي الكيميائي، أو العلاج الضوئي، أي بالتعرض الدوري المتزايد، إما للشمس وإما للأشعة فوق البنفسجية، ولذلك مراكز متخصصة.
وعند نكس المرض بسبب رطوبة الجو أو القابلية عند المريض للعدوى يعاد العلاج من جديد، ولا يعتبر ذلك فشلا للعلاج بل يعتبر عدوى جديدة.
ختاما: فإن الإصابة بالنخالية المبرقشة تختار من له قابلية للإصابة ولا تصيب كل الناس حتى أن الأزواج قد يصاب أحدهم ولا يصاب الآخر لعدم وجود هذه القابلية وبالتالي فإن عودة المرض متوقعة بتوفر الظروف لها خاصة في أشهر الصيف.
شفاك الله وعافاك.