السؤال
السلام عليكم
أعمل بشركة بترول، وقد تعرفت على فتاة كريمة الأخلاق عن طريق الإنترنت، وهي من القاهرة، ونتحدث يوميا على الإنترنت في كل شيء، وقد ارتبطت بها ارتباطا شديدا، مع اتفاقنا على الالتزام في الحديث بالأخلاق وما ينص عليه الدين، وأخشى أن ترتبط بي مثل ارتباطي بها ويكون الواقع الحقيقي مخالفا لكلام الإنترنت بالنسبة لي أو لها، فهل هذه العلاقة محرمة شرعا؟!
علما بأنها تبلغ من العمر (27 عاما)، وتعرف عني كل شيء وعن خصوصياتي، وأنا تقريبا كذلك، فإن كانت العلاقة لا بأس بها فما هي الخطوات القادمة؟ وإن كانت محرمة فكيف أنهيها؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك وأن يثبتك على الحق وأن يرزقك زوجة صالحة تكون عونا لك على أمر دينك ودنياك وأن يرزقك منها ذرية صالحة مباركة.
بخصوص ما ورد برسالتك، فاسمح لي بداية أن أسألك سؤالا شخصيا وسامحني: هل ترضى أن تقيم أختك أو ابنتك مثل هذه العلاقة؟ وأن تطلع رجلا أجنبيا عنها عن أدنى تفاصيل حياتها دون أن يكون بينهما أي رباط شرعي؟ أكاد أجزم أنك ستقول: لا وألف لا، فهذه ناحية.
الناحية الأخرى، من أدراك أن الذي سمعته منها يطابق الواقع تماما وأنها لا تحرص على التجمل لك وإظهار نفسها بصورة تروق لك وتناسبك، حتى تحظى بك زوجا لها، خاصة وأن عمرها قد تقدم نوعا ما؟ ثم هل تعرف عن أسرتها ما يدعوك إلى الاقتراب بها؟ وهل تعرف مستواهم الأخلاقي والديني والاجتماعي؟ ثم هل تعرف حسبهم ونسبهم؟ أمور كثيرة جدا يصعب كشفها والوقوف عليها من خلال مثل هذه العلاقة.
لقد شاهدت بنفسي الكثير من الحلقات التي يتحدث فيها كبار علماء النفس والاجتماع ورأيهم، وكأنهم يجمعون على فشل مثل هذه الزيجات في معظم الأحيان ولا يؤيدونه، خاصة إذا كانت الفتاة من دولة والشاب من دولة أخرى أو حتى من بلد آخر تختلف بها عاداته وتقاليده نوعا ما عن البلد الآخر في نفس الوطن.
لذلك أقول لك -أخي الفاضل- إن ما ذكرته عنها وكم المعلومات الذي عندك ليس بكاف أبدا في الحكم بصلاحيتها لك، وليست هذه الطريقة المشروعة لإنشاء الأسر المسلمة التي يؤمل منها أن تكون لبنة في صرح هذه الأمة، وأقل ما في الأمر ألا تعدها بالزواج حتى تنزل بنفسك وتسأل عنها وعن أهلها سؤالا وافيا شافيا وتتعرف عليهم على الطبيعة من جميع النواحي اللازمة للنسب والمصاهرة، فإن وجدتها وأسرتها أهلا لأن يكونوا شركاءك في الحياة الزوجية فلا مانع من التقدم لخطبتها والاقتران بها بالطرق الشرعية المعروفة، وإن كان خلاف ذلك فقد كفاك الله شر القتال.
عليه فإن الواجب عليك الآن التوقف عن الكلام معها لعدم جواز ذلك، ولأنه سيزيدها تعلقا بك وأنت كذلك، مما يجعل من الصعب عليك التخلي عنها إذا ظهرت على خلاف حقيقتها، فتكون بذلك قد سببت الضرر لنفسك ولذريتك التي من حقها عليك اختيار أم صالحة لهم.
والله الموفق.