السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على ما تقومون به من مجهودات.
أما بعد:
فإني وكغيري من شباب هذا الزمان أعاني من مشاكل عديدة، وإنني لأقع في الفتنة حتى أقول هذه مهلكتي.! ومشكلتي بالتفصيل: أنني أدرس في الاختلاط منذ الابتدائية، أنتم أعلم مني بمساوئ الأنظمة المختلطة، إلى جانب قلة غضي لطرفي، والمهم أنني ومنذ عامين بدأت الصلاة، وأردت الالتزام، ولكن ومنذ دخولي الجامعة كثرت الفتن، خاصة وأن 90% من بنات هذه الجامعة متبرجات، وكنت وما زلت أفتن بالواحدة تلو الأخرى، إلا أني الآن واقع في أمر يحيرني، وهو إعجابي بإحدى المحجبات، وإنني والله أريد أن أجتمع بها في الحلال، إلا أنني ما زلت أدرس، والأمر صعب جدا، ولم أكلمها ولو لمرة واحدة؛ إلا أنني أشعر باندفاع غريب نحوها، وإنني لا أخفي عنكم أنني أصبحت أفكر فيها كثيرا، حتى وأنا أصلي! والعياذ بالله.
كما أنني وإن لم أتكلم معها أشعر بأني لا أفعل ذلك رئاء الناس، خاصة وأنني أنهى من حولي عن ذلك، المهم أنني الآن أحس بضيق في صدري، ونار تتأجج في أعماقي، فأنا أريد أن أجتمع بها في الحلال، وأتخلص من هذا الرياء الذي يحيط بي من كل جانب، والله إنني قد تعبت من سوء نيتي، وقلة وفائي؛ فإنني سريعا ما أنقلب على عقبي!
أفيدوني أثابكم الله، ولا تنسوني من دعائكم؛ فإني بأمس الحاجة إليه؛ لأنني مفتون!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإننا نسأل الله لك السداد والحفظ والثبات، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يسألون الله أن يجنبك المنكرات، وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على أن فيك خيرا كثيرا، فاجتهد في تنمية روح الخير في نفسك، واعلم أن نظر الله إليك أسرع من نظرك إلى الغاديات الرائحات.
ولا شك أن ميلك للمحجبة وبعدك عن المتبرجات دليل على أنك تريد الخير، ونحن نتمنى تحويل تلك الرغبة إلى ممارسة معلنة، مرتبطة بآداب وأحكام الشرع؛ وذلك بأن تتقدم لطلب يدها من أهلها، إذا كان ذلك بالإمكان، وإلا فنحن ننصحك بأن تبحث عن الصالحين من الرجال، واعلم أن الخير كل الخير إنما يكون في البعد عن مواطن النساء.
وكم تمنينا أن يدرك القائمون على أمر التعليم خطورة وجود الفتاة إلى جوار الفتى، علما بأن الأضرار الناجمة متيقنة، وقد اعترف بها أهل الكفر وشرعوا في تأسيس جامعات مخصصة للبنات، وتمنع من دخول الرجال، وعدد هذه الجامعات لا يقل عن أربعين جامعة، فمتى ننتبه نحن الذين تباعد شريعتنا بين أنفاس الرجال والنساء، حتى في أماكن سجودهم لرب الأرض والسماء، وعلى كل فنحن ننصحك بما يلي:
1- توجه إلى الله واسأله أن يعينك على حفظ بصرك.
2- ابتعد عن أماكن وجود النساء، واتخذ لنفسك أصدقاء صلحاء.
3- اشغل نفسك بالمفيد واجتهد في تحصيل في العلم، واحرص على مراقبة الله، وتلاوة كتابه المجيد.
4- كن واثقا أنك لن تتزوج إلا واحدة من تلك الجموع.
5- اعلم أن المعاصي تنسي العلم.
6- شجع إخوانك على غض أبصارهم.
7- اجعل علاقتك مع الجنس الآخر مقيدة بشريعة الله القاهر.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله في السر والعلن، ومرحبا بك في موقعك.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.