السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
شاء الله أن أتزوج من أجنبي أعلن إسلامه أمام مفتي البلاد، هو رجل يحترم ممارساتي الدينية حتى أنه يهيئ لي مكان صلاتي، واجتهد لمعرفة اتجاه القبلة، ولكن للأسف الشديد لا يمارس اعتناقه للإسلام، رغم محاولاتي اللامتناهية، يقول إنه يحترم عقيدتي والدين لا غير، وأنا أخاف غضب الله.
أرجو منكم أن ترشدوني إلى ما فيه صلاح ديني وجزاكم الله كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هداية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن إعلانه لإسلامه أمام المفتى كاف في صحة العقد وجواز الارتباط به، لكن الاستمرار معه مرتبط بممارسته للإسلام، وخاصة الصلاة، ونحن ننصحك بمواصلة المحاولات معه حتى يتمسك بالإسلام كما أرجو أن يرى من التزامك وتمسكك ما يدعوه إلى حب الإسلام وتطبيقه في حياته، فليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، مع ضرورة أن تنوعي في الأساليب وأن تشعريه أن علاقتك به سوف تنتهي إذا لم يلتزم بأحكام الإسلام التي يخرج من لا يلتزم بها عن دائرة الإسلام، واستخدمي حكمتك ودلالك وإحسانك له في إقناعه، وتذكري أن مهر أم سليم كان الإسلام، واطلبي مساعدة أخواتك في المراكز الإسلامية، واطرقي كافة الأبواب من أجل الوصول إلى تمسكه بالدين، واعلمي أن الله لا يضيع أجر المحسنين.
كما أرجو أن تهتمي بما يلي:
1- كثرة الدعاء له.
2- الحرص على جلب الكتب والأشرطة التي توضح له جمال الإسلام وتبين له المطلوب منه كمسلم.
3- إظهار محاسن الإسلام من خلال العامل معه.
4- اختيار الأوقات المناسبة لمحاورته مع ضرورة أن تقدمي بين يدي ذلك ألوانا من البر والإحسان.
5- البحث عن المدخل الحسن إلى نفسه ومن ذلك الثناء عليه بما فيه.
6- وضحي له أن استمرارك معه مرتبط بأداء شرائع الإسلام.
7- حاولي معرفة أسباب عدم تطبيقه للإسلام؛ فإن معرفة السبب تعين على إصلاح الخلل والعطب.
8- استخدمي الوسائل التي تؤثر عليه، كأن ترفضي الأكل معه أو حاولي هجره مع ضرورة أن تعرفي قبل ذلك الآثار المترتبة على تلك العقوبات.
9- شجعي الصالحين على نصحه والالتفات حوله.
10- حاولي مساعدته على طاعة الله، وأظهري الفرح بكل خطوة إلى الأمام حتى ولو كانت قليلة ويسيرة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلمي أن الله مع المتقين، وعليك أن تجعلي أمر الدين هو المقدم، واعلمي أن المرأة قد تجد رجلا لكن خسارتها عظيمة إذا فرطت في دينها، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا.
ونسأل الله له الهداية ولك الثبات والسداد.