السؤال
السلام عليكم.
أعرف شابا من بلدي أحبه ويحبني، ونحن متفاهمان بصورة جيدة - والحمد لله - واتفقنا على الزواج منذ أن التقينا، لكن كلما قررنا أن يأتي لخطبتي يحصل شيء يعرقل مجيئه، والكل أصبح يعلم بعلاقتنا (عائلتي وعائلته) ونحن ننتظر فقط حالته المادية حتى تستقر ليأتي ويطلب يدي من والدي، لكن مشكلتي الحالية هي أنه يقول لي: أنا خائف أن تندمي على الزواج بي يوما؛ وذلك لأنه يكبرني بـ13 سنة، لكني أجد شيئا مهما أن يكبر الزوج زوجه حتى وإن كان الفارق كبيرا، أنا اخترته هو بالذات؛ لأن ما وجدته فيه لم ولن أجده في سواه.
أرجو من فضيلتكم أن ترشدوني للرأي الصائب لأطمئن قلبه.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zineb حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن فارق العمر لا يؤثر، وعطاء الرجل يمتد أكثر من المرأة، فقد ينجب الرجل بعد السبعين، وتلك حكمة خالق الإنسان من طين.
ومرحبا بك في موقعك ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يحشرنا وإياك في زمرة النبيين.
وأرجو أن تعلمي أنه لم ير للمتحابين مثل النكاح، وخير البر عاجله، فاتركي التردد وسارعوا إلى وضع تلك العلاقة في إطارها الشرعي، فإن مجرد علم الأهل لا يكفي، والرجل لا يزال أجنبيا بالنسبة لك.
وعليه فنحن نتمنى تجميد هذه العلاقة حتى يأتي هذا الشاب إلى داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، ويطلب يدك على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأنوار الكتاب.
وكم تمنينا أن يبدأ الشباب رحلة الزواج بطرق الأبواب بعد استخارة التواب ومشاورة الأحباب، مع ضرورة تجنب الإطالة لفترة الخطوبة لأن لهذه المسألة سلبيات كثيرة.
وأرجو أن أؤكد لك أن فارق العمر لا يضر طالما وجد الميل والارتياح والتفاهم، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها وهو يكبرها بنحو من خمسين سنة، وعاش معها كأسعد ما تكون الحياة، وتزوج قبل ذلك من خديجة وهي أكبر في سنها بنحو خمسة عشر عاما وظل يذكرها حتى بعد وفاتها.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بضرورة الاحتكام إلى شريعة الله والبعد عن كل ما يغضب الله وتجنب كل ما يخالف هدى الله، قال تعالى: (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63].
ونسأل الله أن يقدر لكما الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، وأشكر لكم تواصلكم مع الموقع، ومرحبا بكم في كل وقت.
ونسأل الله أن يحقق لكم مرادكم، وأن يستخدمنا جميعا في طاعته.