السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجت زوجتي رغم معارضه أهلي، وفوجئت بعد الزواج بصورتها الحقيقية بدون قناع، وحاولت إصلاحها أكثر من مرة، ونفذت فيها شرع الله من حيث الهجر والضرب وحكم من أهلها وحكم من أهلي، وهي دائمة الكذب والاتهام لي بالباطل بأني أعرف نساء غيرها، والله يعلم كذبها.
كما أنها كانت لا تصلي ولا تؤدي فرائض الله، وفي النهاية لم أجد بدا من طلاقها، مع العلم أن لدي منها ثلاثة أطفال، وأعطيتها حقوقها كاملة، وأعطيتها نفقة لها ولأولادها تعادل راتبي كله، وبعد الطلاق أخذت تشيع عني أني بخيل وأني لم أكن أطعمها، وأني طلقتها لأتزوج من امرأة غيرها، والله يعلم كذبها، وعندما أسمع من الناس هذا الكلام أقول: فوضت أمري لله، فهل أنا مخطئ؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعوضك خيرا من زوجتك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فلا يخفى عليك أن الزواج رزق من الأرزاق شأنه شأن غيره، فمن الناس من يرزقه الله زوجة صالحة تعينه على أمر دينه ودنياه والعكس، وكل مبتلى، فالذي رزقه الله بالمرأة الصالحة مطالب بشكر الله على هذه النعمة العظيمة، والذي ابتلي بالزوجة السيئة مطالب بالصبر على هذا القدر الذي قدره الله له، وليجتهد في الصبر والاصطبار عليه كذلك بالإكثار من الدعاء، والإلحاح على الله أن يصلح له زوجه أو يبدله خيرا منها؛ لأن الحياة بدون زوجة صعبة وشاقة، وبزوجة سيئة أشد وأصعب.
وبعض الناس يصبر ويحتسب أجره عند الله، كما حدث أن رجلا من السلف تزوج امرأة سوء فكانت تؤذيه غاية الإيذاء وتحرص على إهانته أمام ضيوفه وإخوانه وجيرانه، فقال له بعض معارفه: لماذا لا تطلقها فالنساء غيرها كثير؟ فقال: أخشى أن أطلقها فيبتلى بها غيري، وهكذا كان صبرهم عليهم رحمة الله ورضوانه، إلا أن هذا الصبر لا يطيقه كل أحد، فإذا كان هناك من يصبر فهناك عشرات بل ومئات ليست لديهم القدرة على ذلك، ولذلك شرع الله الطلاق عند استحالة الحياة الزوجية أو وصولها إلى طريق مسدود، فالطلاق رحمة عظيمة بالأسرة العاجزة عن توفير الاستقرار والأمن والأمان والتفاهم لنفسها ولغيرها، وأعتقد أن هذا ما حدث معك حسبما ورد برسالتك.
ولقد جرت العادة أن المرأة غير الطيبة تشن حملة شعواء على زوجها وتجتهد في تشويه صورته والإساءة إليه بشتى الوسائل، وكذلك هناك في الرجال من يصنع ذلك وأكثر منه، وبما أنك قد انتهيت وأوقعت الطلاق بعد تلك المراحل التي ذكرتها فأرى أن لا تلتفت لكلام زوجتك وكذبها وافترائها، ولا تشغل نفسك بالرد عليها، وثق وتأكد من أن الله سيدافع عنك على قدر صبرك والتزامك بشرعه، والمسألة مسألة وقت، وعما قريب سوف تتوقف عن هذه الحملة لأن كلامها سيصبح مكررا ومحفوظا، وإن لم تتوقف فعلى الأقل لن تجد من يسمعها أو يصغي إليها، فلا تشغل بالك بها، وعليك بالدعاء لها أن يصرف الله كيدها عنك، وأن يشغلها بنفسها، أو يرزقها بمن تنشغل به عنك، واجتهد في الوفاء بحقوق أولادك واحرص على عدم الانقطاع عنهم حتى لا يفقدوكما معا في آن واحد، واصبر واحتسب وادع لها بالصلاح والهداية وحسن الخلق؛ لأن ذلك سينعكس قطعا على أولادك، مع ضرورة الإكثار من الدعاء أن يبدلك الله خيرا منها، وأن يمن عليك بزوجة صالحة تعوضك عن الأولى، وتكون عونا لك على أمر دينك ودنياك، ولا تتعجل ولا تندفع أو تمشى وراء أحد دون أن تتأكد بنفسك من أهلية المرشحة وصلاحيتها لك حتى لا تدفع ثمن المجاملة أو التسرع مرة أخرى.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق ولزوجتك السابقة بالهداية، ولأولادك بالصلاح والاستقامة على الدين والخلق والفاضل.
والله الموفق.