السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
جزاكم الله خير الجزاء على ما تسدونه من خدمات لكل متصفحي الموقع.
من خلال قراءتي لردودكم على الاستشارات أثار انتباهي رد لكم على سؤال بخصوص الزواج من فتاة سمعة أختها سيئة، وسؤالي هو: ما ذنب هذه الفتاة إن كانت هي ملتزمة وتخاف الله في كل تصرفاتها؟ وما ذنب أي فتاة ذات خلق ودين وهي لها أقارب ذوو سمعة سيئة؟
فمن وجهة نظري أنه لو أن كل رجل خاف من ارتباطه بها فهذا سيدفعها إلى أن تسلك نفس طريق أهلها، بالإضافة إلى أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: (( لا تزر وازرة وزر أخرى ))[الأنعام:164]، المرجو منكم سعة صدركم والاستفاضة في الجواب.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونحن سعداء حقا باطلاعك على الموقع، وإبداء وجهة نظرك، والتي نقدرها ونحترمها بلا شك، وجزاك الله خير الجزاء.
وبخصوص ما ورد بوجهة نظرك في إجابة الاستشارات السابقة فأكرر أننا فعلا سعداء بهذا التواصل، ونتمنى ذلك من جميع الزائرين لهذا الموقع؛ لأنهم بذلك يسدون لنا خدمات ونصائح نحن في أمس الحاجة إليها؛ لكوننا بشر نعرض وجهة نظرنا القابلة قطعا للصواب والخطأ.
وأما عن ذنب هذه الفتاة فقطعا هي لا ذنب لها في ذلك من حيث الظاهر؛ حيث إنها على خلق ودين، وهذه هي مواصفات الزوجة الصالحة، ولكن يبقى أيضا: ما ذنب الأجيال القادمة التي قد يسبب لهم ذلك حرجا وسط المجتمع الذي يعيشون فيه؟ ما ذنب ابنتها التي قد لا تتزوج لسوء سمعة خالتها؟ ما ذنب الولد الذي قد يعيره زملاؤه وأقرانه بسوء أخلاق خالته أو عمته أو إحدى قريباته؟
ثم نحن لم نقل بعدم زواجها، وإنما الكلام كان حول هل أتزوجها أم لا؟ الشرع يطلب مني كمسلم أن أختار الأصلح والأفضل لنفسي وأولادي، بل أنت شخصيا لو تقدم لك شخص ينحدر من أسرة سيئة السمعة لن تقبليه مهما كان، هذه بدهيات ومسلمات لا نقاش فيها، وأنا إذا أمرني الشرع بأن أكون دائما أفضل وأحرص على الترقي في سلم الإيمان والطاعة، فيجب علي أن أبحث عن العوامل التي تؤدي إلى ذلك، وأنت شخصيا أو أنا إذا رغبت في شراء شيء فإنك تحرصين على الأفضل والأجود والأحسن، ولا نقبل أي شيء، وإذا رغبنا في شراء سكن أو استئجاره فقطعا تبحثين عن الجيران أولا، وكذلك إذا أردت أن تقيمي شراكة مع أحد فلابد من دراسة سيرته، هذه أختي مسلمات، والنقاش حولها لا يجدي، وأنا لم أقل بأن الأخت لا تتزوج، وإنما نصحته بالأفضل، وقطعا هناك من يرغب في مثلها، ولا يعنيه أمر أختها، وعلى قدر صدقها وإخلاصها سيجعل الله لها مخرجا، ولعله أن يرزقها بخير منه.
وبالله السداد والتوفيق.