كيفية تعامل الزوجة بواقعية مع حقيقة وجود زوجة ثانية للزوج

0 605

السؤال

أنا عمري 21 سنة متزوجة من سنتين، زوجي مسافر دائما وتزوج علي، خطيبته الأولى، وأنا أصبحت أحس أنني مظلومة، وأنجبت منه طفلة، ويحسسني أنني لا أصلح كزوجة؛ لأنني المفروض علي أن أكون عادية وأحب زوجته الثانية، وهو مسافر دائما ولم أنجب منه، وكل الأطباء قالوا لي أنني بحالة جيدة، وعدم الإنجاب بسبب سفره الكثير، ولم أجد منه راحة؛ لأنه يستفزني دائما بزوجته، وأنا أعصابي متوترة وهذا يعيق الحمل، وأشعر أنني مظلومة، وأنه تزوجها بعد زواجي بشهور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / شيماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بداية يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك كما ندعو الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يشرح صدرك لكل خير، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يبارك لك في هذه الطفلة الجميلة، وأن يرزقك ذرية صالحة تقر بها عينك وعين زوجك، وأن يصلح ما بينكما، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يذهب عنكم كيد شياطين الإنس والجن إنه جواد كريم.

الأخت الفاضلة / شيماء: قضية الزوجة الثانية أصبحت واقعا لابد منه، وأمرا لابد من قبوله، ولذلك أفضل علاج له أن نتأقلم معه، وأن نعتبره واقعا لابد أن نتعامل معه بصورة صحيحة تقضي على هذا التوتر الدائم، وأعتقد أنك تحملين قدرا من المسئولية في النتيجة التي وصلت إليها العلاقة بينك وبين زوجك؛ لأنك تعاملت مع الموضوع بحساسية شديدة ترتب عليها حكم زوجك عليك بأنك زوجة غير موفقة، لذا أود فعلا أن تجتهدي في التغلب على هذا التوتر الذي يجعلك دائما متغيرة وغير طبيعية وكارهة لزوجته الجديدة.

الحل عندك، وفي يدك والمفروض فيك أن تكسبي أنت كل الجولات؛ لأنك الأولى؛ ودائما المرأة الأولى لها عند زوجها مكانة كبيرة مهما تزوج عليها ما دام لم ير منها إلا المعاشرة بالمعروف والمعاملة الحسنة والاحترام والتقدير، وعندنا خير مثال السيدة خديجة مع الحبيب عليه الصلاة والسلام كان يذكرها دائما بكل خير أمام زوجاته رغم أنها ماتت قبل الزواج بهن، وكان يكرم صاحباتها ويحسن إليهن إكراما لزوجته خديجة رضي الله عنها، فأريد منك أن تغيري من سلوكك، وألا تذكري زوجته أمامه بأي سوء أو نقص، وكم أتمنى أن يشرح الله صدرك للاتصال بها واتخاذها كأخت لك تتعاونان معا على إسعاد زوجكما، وبالتالي استقرار أسرتيكما، كم يكون هذا جميلا ورائعا أن تفكري في هذا وأن تحاولي تطبيقه؛ لأنك بذلك تضمنين وبإذن الله عدم تخلي زوجك عنك أو عن زوجته الثانية، بل وتحولين حياتك إلى حياة طبيعية جدا خالية من التوتر والشد العصبي المستمر الذي يؤدي دائما إلى صدور تصرفات غير مرضية، أو النطق بكلمات مزعجة تؤثر سلبا على علاقتك بزوجك وكل المحيطين بك.

أعود فأكرر، الأمر الآن منته وأصبح واقعا، فحاولي أن تعيشي معه بصورته التي هو عليها بدلا من أن تدفعي ثمنا كان من الممكن أن تتغلبي عليه بما آتاك الله من عقل وحكمة واجتهدي في الإحسان إلى زوجك والبعد عن التوتر معه وحسن التبعل له والتزين والتجمل والتلطف والإكرام، فهذه أشياء لها أثرها الكبير على قلب الزوج مهما كان وبذلك تظلين أنت الأثيرة، وأنت البركة، وأنت الحب كله، والسعادة كلها.

وأما عن موضوع السفر وأثره على عدم الإنجاب، فهل هذا السفر ضروري أم أنه هروب من المشاكل، وهل السفر بالنسبة لك وحدك أم للزوجة الثانية كذلك، إذا كان السفر ضروريا وأنه شيء طبيعي في حياتكم، فأرى أن تصبري عليه وفي فترة إقامة زوجك معك سيتحقق المراد ويحدث الحمل بإذن الله ما دمت طبيعية، وهو كذلك، وإذا كان السفر مجرد حجة للهروب منك، فأرى بأن تغييرك لطريقة تعاملك وحسن استقبالك لزوجك سيرده عليك، بل وسيجعله لا يصبر يوما على فراقك والمثل يقول: (الرجل تدب مطرح ما تحب ) ما هو رأيك؟

أتمنى أن توفقي في التغلب على تلك السلبيات وأنا على يقين بأن لديك القدرة على ذلك ولكنك لم تحاولي، فحاولي مرة ومرة، وإن شاء الله سوف تحل هذه المشاكل في أقرب وقت، وعليك بالدعاء لك ولزوجك بالصلاح والاستقامة والاستقرار والسعادة، واعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات