السؤال
السلام عليكم..
أعرض لكم مشكلتي، فأنا عند وقبل نزول الدورة الشهرية أشعر بحالة حبي المتزايد للنوم، والشعور بالإحباط والحزن والكدر، وعدم حبي للاحتكاك مع من هم حولي، والاستثارة عند أي سبب ولو تافه، والحساسية الجلدية، حيث أعاني من الأكزيما الجلدية التي تزيد حدتها قبل الدورة، والخمول المتزايد، فهل هذه أعراض تدل على حالة مرضية؟ وما الطرق العلاجية لذلك؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنالك عدد ليس بالقليل من النساء يصبن باضطرابات المزاج في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية، وقد يتفاوت ذلك من يوم إلى سبعة أيام قبل نزول الدورة، أي تأتي هذه الأعراض خلال هذه الفترة، والوصف الذي وصفته يعتبر وصفا دقيقا جدا لعسر المزاج الذي يسبق الدورة، ومعظم الأعراض التي وردت في رسالتك هي متفق عليها بين الأطباء النفسيين، فهذه الأعراض في معظمها هي نوع من الاكتئاب النفسي الظرفي، أو الاكتئاب النفسي المؤقت، والخمول من أكبر المشاعر التي تحدث في هذه الفترة، وكذلك عدم الارتياح العام، والتكدر في المزاج كما ذكر في رسالتك .
أما بالنسبة لاستثارة الحالة الجلدية لديك وزيادتها وهي الأكزيما فهذا أيضا متوقع؛ لأن الحالات الجلدية مثل الأكزيما والحساسيات المشابهة يقال: إن الحالة النفسية تنعكس سلبا على صاحبها، وتزيد من هذه الأعراض حين يكون مفتقدا للارتياح النفسي .
أرجو أن لا تنزعجي كثيرا، فالحالة - إن شاء الله - يمكن علاجها، وهنالك دراسات تتحدث عن الاضطرابات الهرمونية، ودراسات أخرى تقول أنه يحدث عدم توازن في مستوى أملاح الصوديوم في الجسم، وهنالك عدة نظريات، ولكن لا نستطيع أن نقطع بصورة جازمة هل هذه النظريات صحيحة ودقيقة أم لا؟
عموما: العلاج يتمثل في محاولة القيام بتمارين رياضية جادة خلال هذه الفترة، إذن قبل أن تأتيك هذه الأعراض، وقبل نزول الدورة أرجو التركيز، وممارسة أي نوع متاح من التمارين الرياضية .
ثانيا : هنالك أدوية مضادة للقلق تعطى في مثل هذه الحالات، ومنها العقار الذي يعرف باسم موتيفال، هذا العقار يمكن تناوله يوميا ابتداء من اليوم العاشر قبل نزول الدورة، يمكن أن تتناولي منه حبة يوميا، حتى نزول الدورة، أو يمكن أن تكون الجرعة حبة صباحا ومساء إذا كانت الأعراض لم تستجب للحبة الواحدة .
هنالك بعض الأطباء ينصح بتناول مضادات الاكتئاب مثل بروزاك لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، والجرعة في هذه الحالة هي كبسولة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، ثم بعد ذلك يكون الاستعمال فقط في العشرة أيام التي تسبق الدورة أيضا، وذلك لمدة ستة أشهر أخرى .
إذن هذه طريقة أيضا من ناحية استعمال الأدوية، وهنالك عقار آخر يعرف باسم أتراكس، يعرف أنه دواء جيد لعلاج القلق وكذلك يخفف من الحساسية الجلدية ويحسن النوم أيضا .
أنت لديك حب متزايد للنوم، ولكن هذا النوم ليس النوم الصحي المطلوب.
إذا كانت الحساسية مزعجة جدا لك فيمكن أيضا استعمال الأتراكس بجرعة عشرة مليجرام يوميا ابتداء من اليوم العاشر قبل نزول الدورة أيضا .
بالطبع ليس من الضروري أن تتناولي كل هذه الأدوية، يمكن أن تبدئي فقط بالموتيفال كخيار أولي، وبعد أن تستكشفي تجربتك وتفاعلك مع هذا الدواء، إذا كانت هذه التجربة إيجابية وقد تحسنت عليه فلا مانع من استعماله في المرات القادمة .
أما إذا لم ترتاحي عليه فأعتقد أن الخيار الثاني سيكون هو تناول البروزاك كما ذكرت لك لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، ثم تناوله في العشرة أيام السابقة للدورة لمدة ستة أشهر، ويمكن أن يدعم بتناول الأتراكس معه .
هنالك بعض الأطباء ينصح ببعض الهرمونات، ولكن لا أعتقد أن ذلك توجها جيدا، كما أنه يوجد من الأطباء من ينصح بتناول المدررات البولية، مثل اللازكس، تستعمل أيضا في هذه الفترة، ولكن هذه أيضا ليست من المدارس المؤيدة في المحافل والدراسات العلمية المعتبرة.
إذن هذه هي الطرق العلاجية المتاحة، وعموما الكثير من النساء تختفي لديهن هذه الأعراض تلقائيا بعد مدة من الزمن.
أسأل الله لك التوفيق والشفاء والعافية.