مرض ضمور الجلد البقعي.. أسباب وعلاجه

0 530

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة عمري 29 عاما، أعاني منذ سنتين تقريبا من حالة جلدية اسمها (Anetoderma) أي ضمور الجلد البقعي، وقد بدأت بظهور بقع بيضاء فاقدة للمطاطية ومجعدة في مناطق متفرقة من الجسم وفي وجهي أيضا لكن مع شقوق بالوجه، حيت تحدث تمزقا بالطبقة الأولى للجلد في وجهي وتزداد أكثر، وقد ظهرت هذه الحالة بشكل كثيف على يدي بعد تناول علاج لإزالة فطريات ظهرت على شكل بقع بنية في جسمي، وقد وصف لي الطبيب المعالج غسول (كيتازونول) وحبوب للفطريات، وبعد المعالجة بفترة قصيرة ظهرت البقع البيضاء على كتفي أولا ثم على الجسم والوجه.

وقد زرت العديد من الأطباء لكن لم يساعدني أي منهم، وقد شخص أحدهم الحالة بأنها (Anetoderma)، ووصف (فيتامين E) بجرع كبيرة (500 ملغرام) على فترات طويلة لوقف تزايد البقع وتوسعها، ولم يذكر لي الأسباب ولم يتمكن من مساعدتي أكثر، ولم تحدث فائدة حيث أنها تتزايد خصوصا في وجهي، ويحدث تمزق وتظهر الطبقة تحت الجلد ولست أجد لها حلا، فما العلاج المناسب لوقف تزايد البقع وانتشارها؟ وأعتقد أن أي مراهم ستفي بالغرض وستسيطر على التزايد، وهل يعتبر المرض خطيرا؟ وما مدى نتائجه علي؟ وما السبب الحقيقي؟!

وقد حاولت كثيرا معرفة السبب والحالة بتصفح الإنترنت لكن لم أجد الإجابة الشافية والواضحة، وأرسلت رسالة لأحد المواقع الطبية وكانت الخيارات محدودة (أشعة ليزر، حبوب الـColchicine)، ولا تتوفر الأشعة في بلدي، وقد قرأت عن الحبوب في الإنترنت أنها تعطى لمرض النقرس، ولها نتائج سلبية على الكلى ونخاع العظم والجسم، وبلدي تمر بحالة حرب ولا تتوفر الإمكانيات الطبية المتقدمة، فما الحل؟!

وفقكم الله وأدامكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى عياش حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا المرض سليم أي ليس بالخبيث ولا بالخطير، ونتائجه تختلف من شخص لآخر ومن مريض لآخر، ولا يستطيع أحد توقع مستقبل المرض عند هذا الشخص أو ذاك، وسببه الحقيقي غير معروف.

وينقسم المرض من الناحية الطبية إلى ثلاثة أنواع أو أقسام:

1- مجهول السبب أو بدائي: أي يظهر من نفسه ولا تبرير يسبق ظهوره.

2- ثانوي: أي لسبب طبي حدث قبله مثل بعض الأمراض الالتهابية.

3- عائلي أو وراثي: وقد سجلت حالات نادرة عائلية من هذا المرض في الأدب الطبي.

وغالبا ما يصيب النوع البدائي من المرض الإناث أكثر من الذكور، وغالبا ما يبدأ المرض بين العقد الثاني والرابع من العمر، وسببه مجهول، وقد وضعت عدة نظريات كلها لا يمكن التداخل على أسبابها لمنع المرض من الحدوث أو الانتشار، وأغلبها متعلق بالخمائر التي تعمل على الألياف المرنة في النسيج الضامر، وقد يتصاحب هذا المرض بالعديد من التظاهرات الداخلية أو الجلدية أو العينية أو القلبية أو العظمية، وهنا تأتي أهمية الطبيب المتابع للحالة في أن ينفي أي ترافق داخلي أو تصاحب لظواهر أخرى من خلال فحصه السريري، وفي حال عدم وجود مرافقات أو موجودات تكون الحالة أقل ضررا، بينما على العكس إن زادت الموجودات المصاحبة للمرض ربما تكون النتائج أسوأ.

وقد تلعب المناعة الذاتية دورا في إحداث المرض، وكذلك الإنتانات وخاصة البوريليا أو الأذيات الفيزيائية الكيميائية، وكما ذكرنا فإن المرض سليم ولا يترافق بوفيات مبكرة، وبعد نهاية مسيرة المرض تثبت التغيرات ولا تتبدل أكثر ولكن قد يستمر ظهور بقع جديدة إلى أمد غير معروف، وقد يتحدد المرض بوجود عدة بقع وقد تزداد إلى عدد كبير.

والشكل الثانوي قد يترافق بالعديد من التظاهرات، والتي منها على سبيل المثال: حب الشباب أو الأمايلويدوزيز - أي الداء النشواني - أو التهاب جلد النهايات المزمن الضموري أو الليمفومات أو الذئبة الحمامية أو لدغ الحشرات، وهناك أمراض أخرى تم تسجيلها بشكل أقل من المذكور أعلاه.

ولا توجد تحاليل خاصة غير الخزعة الجلدية، ولكن لنفي أمراض مترافقة في حال وجود الشك السريري - وهذا يعمل من باب الكمال وليس الضرورة ويعود فيه القرار للطبيب الفاحص المعالج - ينصح بإجراء ما يلي:

مستوى Ace و(Ana) والمتممة (C3، C4)
Antiphospholipid antibody test; testing for other autoantibodies (anti-RO، Anti-la، Antimitochondria، Antithyroglobulin، Anti–smooth muscle)
Cbc count lyme disease titers) (ppd) (esr)

وأما من ناحية العلاج فحتى الآن لا يوجد علاج ناجع أو مرضي من العلاجات التي ذكرت في الأدب الطبي أو العلاجات السابقة (حقن الكورتيزون ضمن البقع المريضة أو البنسللين جي أو الأسبرين أو الدابسون أو الفيتامين إي وكذلك النياسين)، وهناك دراسات فردية تذكر استعمال الإبسيلون أمينوكابويك أسيد موضعيا أو الكولشيسن وذلك لمنع حدوث بقع جديدة.

وأخيرا: فإن الاسئصال الجراحي قد يستطب في الحالات التي تكون فيها البقع صغيرة وقليلة، ويوضع في الميزان ضرر العلاج وضرر المرض ويؤخذ بالضرر الأقل.

والخلاصة فإن المرض غير واضح السبب عالميا وليس لنا فقط، وقد يكون هناك تشارك بينه وبين غيره مما يؤثر على مسيرته، ومسيرة المرض متفاوتة من مريض لآخر والعلاج إلى الآن غير مرضي، وننصح بالمتابعة مع أخصائي ثقة من الناحية العلمية والمهنية لأن المرض يحتاج متابعة وصبر من كل من المريض والطبيب.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات