السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أحب أن أعبر عن إعجابي بهذه الشبكة، وأسأل الله أن يوفقكم في تقديم النصح والإرشاد وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
وسؤالي هو: كيف أعلم ابني الثقة بنفسه؟ فهو لم يبلغ السنتين من العمر، وأجد صعوبة في التعامل معه بالرغم أنه عادة حسن السلوك وينفذ ما يطلب منه، ولكن إذا قام بزيارتنا أحد الأصدقاء أتفاجأ بأنه لا يأبه لأحد ويفعل ما يريد، وأحيانا إذا ترك لوحده أجده يفعل أشياء أنهاه عنها، مما يشعرني أن الولد تنقصه الثقة بنفسه وأنني السبب في ذلك..أفيدونا أفادكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المحبة في الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا الطفل بالطبع لا زال صغيرا جدا، لا أعتقد أنه الآن في الوضع الذي يجعله يستوعب مفهوم الثقة في النفس، والذي أرجوه هو أن لا تكوني قلقة عليه، هذا أمر ضروري جدا.
التطورات النفسية والجسدية والبايولوجية تأخذ وضعها ومسارها الطبيعي، وهي بالطبع تختلف من إنسان إلى آخر، عليك أن تقومي بالتربية الصحيحة، التربية التي تقوم على المنهج الإسلامي، والطفل يجب أن يرغب في الأشياء الطيبة والجميلة ويرغب بأسلوب لطيف ونجعله يقلدنا نحن الكبار، وكذلك نتيح له الفرصة للاختلاط بالأطفال الآخرين، كما أنه يمكن أن يستفاد من اللعبة، اللعبة الآن تعتبر وسيلة تعليمية جيدة جدا، من خلال اللعبة يمكن للطفل أن يتعلم الثقة في نفسه بأن يتعلم كيف يقود السيارة بأن يتعلم كيف يتحكم في هذه اللعبة...وهكذا.
أنا حقيقة لا أحبذ ولا أؤيد أن تفرض القيود الصارمة على الأطفال في هذا العمر، أنت ذكرت بأنه حين يقوم أحد بزيارتكم من الأصدقاء فإنه لا يأبه بأحد ويفعل ما يريد، هذا أمر طبيعي جدا في هذا العمر، ويجب أن يترك الطفل ليستمتع بطفولته، ولا أعتقد أن هذا الصديق أو غيره سوف يرمي عليكم بأي نوع من اللوم أن طفلكم غير مؤدب أو أنه ليس لديه ثقة بنفسه.
أرجو أن تأخذي الأمور ببساطة أكثر، والذي أؤكده لك أن التطور الطبيعي سوف يأخذ مساره، وسوف يأخذ مجراه.
الأطفال يتأثرون بعد سن الخامسة، هذه هي السن التي يجب أن نكون فيها أكثر حرصا في توجيههم، وفي أن نجعلهم يشاركون في قرارات المنزل، ونشعر الطفل بكينونته، ونعلمه كيف يقود ولا يقاد، وأن يركز على دراسته..وهكذا، وعليه فلا أرى أن هذا الابن حفظه الله لديه أي علة أساسية، ولا أعتقد أنه تنقصه الثقة في نفسه، فهو طفل مثل كل الأطفال في هذه العمر يقيم الأمور حسب عالمه وليس حسب ما نريدها نحن، وأسأل الله أن يحفظه وأن يجعله من الصالحين.
وبالله التوفيق.