اهتمام الزوجين بالمادة وخلو البيوت من السعادة

0 325

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
والله العظيم هذه الأيام أصبحت تخيفنا، فكلما سمعت أن فلانة تزوجت تجدها اليوم التالي قد عادت إلى أهلها وتطلب الطلاق، هل لأن هذه العلاقة المقدسة تغير مفهومها؟

لماذا أصبح لا يهم الزوجين إلا المادة؟ فالفتاة أصبحت لا ترى في الزوج إلا ذلك الغني الذي سيحقق لها كل ما تتمناه من أمور الدنيا، ولا يهمها أخلاقه ودينه، والأهل كذلك نسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه). لماذا خلت البيوت من السعادة؟ هل لذهاب الزواج الحقيقي؟
فأنا والله متخوفة من الزواج، لم أسمع بأي علاقة دائمة، وحتى لو دامت فإن أحد الطرفين هو الذي يكون صابرا فقط. ما أطلبه أن توضحوا هذه النقطة للشباب، وتفهموهم أن الزواج ميثاق قوي لا يجوز التلاعب به.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محتارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك وضعت يدك على موطن الخلل، وليت الشباب يدركون أن الزواج ميثاق غليظ، وأنه قائم على التأييد، وأن الأمر يحتاج إلى صبر ولجوء إلى العزيز الحميد، وليت الآباء والأمهات قاموا بدورهم في التوجيه الإيجابي، وليت مؤسساتنا العاملة في مجال التعليم والتوجيه أعطت هذا الأمر حقه وحظه من الاهتمام.

ويؤسفنا أن نقول: إن كثيرا من الناس يظن أن الزواج يكون بجمع الأموال ثم بدعوة الأعمام والأخوال دون أن يكلفوا أنفسهم بدراسة الأحكام الشرعية والضوابط المرعية، وكم تمنينا أن تجعل هذه الأشياء ضمن المناهج الدراسية للطلاب والطالبات حتى تشيع بين الناس ثقافة الوفاق، ونشجع الشباب على رعاية العهود واحترام الميثاق.

ولا يخفى عليك أن غياب التوجيهات الشرعية يفتح أبواب السوء والشرور ويجعل حياة الناس مأساوية.

وأرجو أن أعبر لك عن سعادتي بطريقتك في التفكير، وأرجو أن لا تتأثري بما يحصل، واعلمي أن السبب هو عدم وجود من يفكر بطريقتك ويسأل أهل الاختصاص.

ولا شك أن هذه القضية مزعجة لولاة الأمر والعلماء والفضلاء، ولذلك بدأت بوادر الخيرات من خلال الدورات المختصة التي تشرف عليها بعض المؤسسات الدعوية والهيئات الخيرية مثل الدورات التي تلقى على المقدمين على الزواج، وتلك التي تعطى إرشادات للراغبين.

ونحن في الحقيقة نتمنى تهيئة الشباب والفتيات، كما أرجو أن يقوم الآباء والأمهات بدور التوجيه والرعاية للأسرة الوليدة وأحسب أن درجات الوعي قد انخفضت رغم وجود الجامعات، ولكن جهالة المتعلمين هي أخطر الجهالات؛ لأن هناك من يظن أنه يعرف كل شيء ومثل هذا لا يعلم ولا يتعلم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بدراسة هدى النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع زوجاته، ثم الوقوف على أدب الصحابة في ذلك وقد قال أبو الدرداء لزوجته في يوم البناء بها: (إذا غضبت فرضني وإذا غضبت رضيتك وإلا لم نصطحب).

ولا عجب فهم الذين فهموا أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وانتفعوا من أفعاله وهو الذي كان يقول: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر)، بل كان يردد: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات