نصيحة في خروج الولد المتزوج من منزل أبيه هرباً من مشاكل البيت مع عدم رضا والده

0 349

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا دخلت عش الزوجية من قريب، وأسكن مع أبي وزوجته في المنزل، وحدثت مشكلات بسبب خروجي من المنزل، وأبي رافض خروجي، إلا أنه لا توجد لدي وظيفة. أرجو المساعدة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو عذاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله أن يرزقك بر والديك وأن يعينك على إكرامهما والإحسان إليهما، وأن يذهب عنكم كيد شياطين الإنس والجن.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن إقامة الإنسان مع والديه نعمة عظيمة حيث يكرم برؤيتهما صباح مساء، ويحصل على أكبر قدر من دعائهما، ويعان على برهما وإكرامهما وإدخال السرور عليهما؛ لأن الوالدين حقيقة نعمة من أجل نعم الله على عبده المؤمن؛ حيث تظل الرحمة تظلك، والبركة تعمك، ورضا الله لا يفارقك ببركة والديك ودعائهما لك ورضاهما عنك، ولذلك ترك الوالدين أو أحدهما والابتعاد عنهما أمر مؤلم حقا، ولا يقدم عليه الإنسان إلا عند الضرورة القصوى؛ لأنك ستحرم خيرا كثيرا ببعدك عنهما.

لذا أنصحك -أخي الكريم- أن تطيع والدك وألا تعصيه ولا تترك المنزل ما دام يرفض ذلك.

وأما عن المشكلات فما من مشكلة إلا ولها حل، وما من داء إلا وله دواء، فالمطلوب الآن ليس الهروب من المنزل وإنما البحث عن حل لهذه المشكلات ومواجهتها بدلا من الهروب منها، فاجتهد في معرفة سبب هذه المشكلات، فإذا كان من جهة زوجتك فاجتهد معها في القضاء على أي سبب، وعليك بالصبر والتحمل، ولا تضعف أمام أي مشكلة؛ لأنها لابد أن تحل إن شاء الله، ولا تتعجل النتائج، فما دام الصبر ممكنا، وحل المشكلات واردا؛ فأنصحك بعدم الخروج ومخالفة والدك، وأما إذا كانت المشاكل ستؤدي إلى قطيعة الرحم أو الوقوع في بعض المحرمات؛ فهنا أقترح أن تجلس مع والدك جلسة مصارحة، وتشرح له وجهة نظرك وتتشاورا معا حول الحل الأنسب، وأعتقد أنكما ستوفقان إلى حل مناسب وطيب إن شاء الله، ورجائي ألا تتأثر بعواطف زوجتك ولا تستفزك تصرفات زوجة أبيك، وإنما اجعل هدفك الأول عدم الخروج من المنزل إرضاء لوالدك، وثق بأن الله سيكون معك وسيعينك على التغلب على جميع المشكلات؛ لأنه كما قال الله في شأن الخلافات الزوجية: (( إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ))[النساء:35]، فاستعن بالله وأكثر من الدعاء بصلاح الحال وهدوء البال، ولا تفكر في مجرد ترك الوالد تحت أي ظرف من الظروف.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات