السؤال
معلوم أن الموصلات العصبية لا يمكن قياسها ما دام الإنسان على قيد الحياة، إذن: كيف تعرف الشركات المصنعة للأدوية نوع الموصلات التي تعمل عليها منتجاتها، خاصة الشركة التي أنتجت ريمانون فهي تدعي أنها تعرف حتى فروع السريتونين التي ينشطها العقار وفروع السريتونين التي يثبطها؟
أخيرا: هل يوجد عقار يعمل عل النورأدرينالين بصفة مطلقة دون التأثير على الموصلات الأخرى يكون مضادا للقلق والأرق، ولا يتعارض استعماله في نفس الوقت مع مثبطات استرجاع السريتونين؟ لأن العقاقير التي تعمل على جابا تسبب الإدمان كما تعلمون، والعقاقير التي تعمل على الدوبامين تؤثر على البرولاكتين مما يسبب مشاكل جنسية.
للعاملين في الشبكة الإسلامية عامة، والدكتور محمد عبد العليم خاصة كل المحبة والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شاكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بصفة عامة: يصعب أن يقاس مستوى الموصلات العصبية وما تفرزه في أثناء الحياة، ولكن توجد مؤشرات أيضا الآن تعتبر يقينية لدرجة كبيرة، فهنالك فحوصات يمكن إجراؤها في أثناء الحياة، وهذه تتم عن طريق ما يعرف الطنين المغناطيسي أو الرنين المغناطيسي الوظائفي، من خلال ذلك يلاحظ مستوى استهلاك السكريات وكذلك مستوى انسياب الدم في مناطق معينة من المخ، وكذلك انسياب الأكسجين على ضوء هذه المعادلات الحسابية، التي تخص كما ذكرت لك استهلاك السكريات، وانسياب ونشاط الدورة الدموية واستهلاك الأكسجين في نقطة أو مكان معين في المخ، من خلال ذلك يستطيع الباحثون أن يحددوا إذا كان هنالك ضعف أو نقص أو عدم انتظام في مادة معينة من الموصلات العصبية، هذه الطريقة تعتبر الآن هي الطريقة المثلى، وجيدة جدا ولكنها غير متوفرة في جميع المراكز! لأن هذا الفحص يكلف بعض الشيء، وهو فحص من النوع البحثي، وليس للاستعمال اليومي بالنسبة للمرضى فيما يخص السريتونين.
نعم الآن يوجد حولي 15 جزئية للسيرتونين أو فروع للسيرتونين، وهذا أيضا قد تم إثباتها بفحوصات دقيقة ومعقدة جدا واعتقد أن الثوابت العلمية في هذا المجال أصبحت يقينية وقوية جدا ويمكن الاعتماد عليها، والإشكال يأتي من حقيقة أي مواد تسبب الاكتئاب.
نعم، نقول: إن الأبحاث كلها حول السيرتونين والنورأدرينالين، ولكن الآن هناك من يتحدث عن مادة تسمى المادة (ب) هناك من يتحدث عن الجلوكميت وهذه أيضا أصبحت الآن من المواد المطروحة وهناك من يرى أن للدوبامين أيضا وظيفة في تسبب الاكتئاب والدواء الذي يعرف باسم ولبيوترين Wellputrin يعمل على الدوبامين، وكذلك على السيرتوتنين وحتى النورأدرينالين أنا أعتقد أن هذه هي المنطقة البحثية التي لم تتضح حتى الآن، ولكن نعرف تماما أن هناك نوعا من المرضى يستفيد من الأدوية التي تعمل على السيريتونين، والبعض يستفيد من الأدوية التي تعمل على النورأدرينالين، والبعض يستفيد من الأدوية التي تعمل على الدوبامين إذا كان هنالك الاستعداد الشخصي للإنسان ومدى استجابته وما هو نوع الخلال الكيميائي والبيولوجي وربما لا يكون متشابها أو متطابقا في جميع الناس والعلم عند الله .
هناك بعض العقارات التي تعمل على النورأدرينالين بصفة مطلقة ومنها العقار يعرف باسم نوريتربتلين، والنوريتربتلين ليس من الأدوية الجديدة وهو من الأدوية ثنائية الحلقات وليس ثلاثية الحلقات وهو يستعمل منذ حوالي 25 سنة ولكن بعض الدول تفضل استعماله، والبعض الآخر لا يفضل استعماله، وهناك من يرى أنه مجدي، وهناك من يرى أنه غير فعال وهكذا، ولكن يعرف أن هذا الدواء يستعمل في أمريكا وفي بعض الدول الأوروبية وجرعة النوريتربتلين هي (25) مليجرام يوميا يمكن أن تبنى الجرعة وترفع إلى أن تصل إلى 100 مليجرام في اليوم هذا الدواء يعمل فقط على النورأدرينالين، وهناك دواء آخر يعمل فقط على النورأدرينالين يعرف باسم ريفوأكستين ( Repoxetine) وجرعته هي ( 4) مليجرام صباحا ومساء، وهذا الدواء ليس متوفر في كل الدول العربية، أيضا هذا الدواء قد يسبب بعض الغثيان لبعض الناس ولا ينصح باستعماله في حالات القلب.
ومن الآثار الجانبية للأدوية بالطبع هي موجودة ولا نستطيع أن ننكرها أبدا ولكن هي أيضا تفاعل شخصي، الناس تتفاوت في تفاعلاتها، ونعرف أن بعض الأدوية قد تؤدي إلى بعض المشاكل الجنسية ولكن أعرف نفس الدواء قد أفاد البعض وحسن من صعوباتهم الجنسية، وهذا أخي الكريم قد شاهدناه.
عموما الإنسان يحاول أن يلتزم بالعلاج أي كان نوعية هذا العلاج ويجب أن يعطى العلاج الفرصة الكاملة حتى نتأكد من فعاليته، وأنا أعتقد أن الأبحاث في خلال السنوات القادمة تأتي بأدوية جديدة ربما تكون أكثر فعالية وتكون هذه الأدوية أكثر دقة .
ونسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق والسداد.