السؤال
يتساقط شعر رأسي ويترك بقعا كبيرة ويسري هذا الصلع بشكل كبير، فما الحل؟ علما بأن الموضوع أكبر من ثعلبة، وجزاكم الله خيرا.
يتساقط شعر رأسي ويترك بقعا كبيرة ويسري هذا الصلع بشكل كبير، فما الحل؟ علما بأن الموضوع أكبر من ثعلبة، وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alimsallm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن تساقط الشعر المترقي على شكل بقع في سنك يوحي بأحد احتمالين:
الأول: وهو الثعلبة.
الثاني: وهو الفطريات.
أولا: الثعلبة: من المشهور عن الثعلبة أنها تكون على شكل بقع صغيرة ولكنها في الحقيقة لها (3) أشكال رئيسة:
أولها: البقعي (Alopecia areata) وهو الأكثر شيوعا، وقد تكون البقع وحيدة أو متعددة وقد تكون ثابتة أو متطورة وهو الأغلب، لتشمل الأغلب ولكن ليس كل الشعر، وقد تنحسر من تلقاء ذاتها بزوال العوامل المحرضة لوجودها أو تطورها.
ثانيها: وتسمى الثعلبة العامة (Alopecia totalis) وهي التي تصيب كل شعر الرأس بما في ذلك الحاجبين والرموش أو الأهداب هذا طبعا بالإضافة إلى شعر فروة الرأس بالكامل.
وأما الشكل الثالث: وهو الثعلبة المعممة (Alopecia universalis) وهي فقدان كامل شعر البدن من الرأس إلى القدمين، وبالطبع فهذا النوع هو أصعبها وأعندها.
وقد ناقشنا في الاستشارة رقم (235283) الثعلبة البقعية وأسبابها وعلاجها.
وأما الاحتمال الثاني وهو الفطريات على الرأس:
فقد أوردنا إجابة عليها ذات الرقم ( 262350 ) ونورد أدناه نسخة معدلة منها بما يناسب السؤال:
(فلابد قبل البدء بالإجابة أن أقدم مقدمة عن الفطريات، فالفطريات هي نوع من الطفيليات النباتية، والتي تصيب الإنسان بأشكال مختلفة، مثل: إصابة الجلد، والأظافر، والأغشية المخاطية، وقد تصيب أي موضع من الجسم كالوجه والجذع، والأطراف، وتكون شدتها متفاوتة حسب مقاومة المريض.
ومن المعروف أن مرض الفطريات هو عدوى، وهو مرض معد أيضا ومع ذلك فإن من الأسباب المهيئة لها كل ما يضعف المناعة موضعيا أو صحيا لكل الجسم، مثل: الداء السكري، والأمراض المناعية، والسحجات الجلدية، والرطوبة الزائدة، وعدم الاستحمام بشكل دوري، وتناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون، أو دهن الكورتيزون موضعيا لفترات طويلة، والاحتكاك الموضعي المتكرر.
وأما الفطور في فروة الرأس فغالبا ما تصيب الأطفال، ونادرا ما تصيب البالغين، ولا أدري هل أنت بالغ أم لا؛ حيث أن عمرك على الحدود بين الاثنين، وما يصيب البالغين هو إما القرع -وهو نادر جدا في هذه الأيام، ولا يشفى إلا بندبة لا تزول-، وإما الفطور الحيوانية وهي تسبب ما يسمى بـ(الكيريون)، وهي تتميز بوجود ارتفاع في فروة الرأس في الموضع المصاب مع بثور وتقيح واضح المعالم، وهي أيضا تشفى بندبة وليس بجلد سليم، أي أن الشعر لا ينبت مرة ثانية في المواضع التي أصيبت، ولذلك - عند البالغين خاصة - حتى نتثبت من التشخيص بالفطريات على الرأس يجب أخذ عينة للفحص المباشر لإثبات الإصابة الفطرية، وفي حال كونها سلبية (أي لا تثبت المرض) يجب أخذ مزرعة على الوسط المناسب لنمو الفطريات، وإن نمو الفطر يؤكد التشخيص ويوجب العلاج.
وأما عند الأطفال فهي تتظاهر على شكل نقاط سوداء يكون الشعر فيها مجذوذا أي لا طويلا ولا محلوقا بل مجذوذا كما يجذ الحشيش في الحدائق، وغالبا ما تكون المنطقة المصابة مغطاة بقشرة بيضاء أو وسوف بيضاء وتكون محددة الحواف وتعطي لمعانا خاصة لو نظر إليها بالأشعة فوق البنفسجية المفلترة (وودز لايت) وإن أخذ عينة كشاطة للفحص المجهري المباشر يظهر الأغصان الفطرية، كما وأن المزرعة من هذه الوسوف تنمي الخيوط الفطرية والتي تؤكد التشخيص.
وإن الشعرة المصابة نفسها تكون محشوة ومليئة بالأبواغ الممرضة (سبورز) ويمكن رؤيتها بالفحص المجهري المباشر لو كان نوع الفطريات مما يصيب الشعرة من داخلها (حيث أن هناك نوع لا يصيب الشعرة في ساقها).
وأما علاج الفطريات: ففي الحالات الخفيفة يكفي العلاج الموضعي (الكلوتريمازول)، أو (الدكتارين أو (البيفاريل)، وهي موجودة بعدة أشكال صيدلانية: كالكريمات، واللوشن، والبودرة لتناسب الحالة، وأما في الحالات الشديدة أو المنتشرة أو المقاومة فتستطب الحبوب مثل: (السبورانوكس) أو (اللاميزيل)، أو (إلديفلوكان) ولكن تحت إشراف طبي، وبعد التأكد من صلاحية الجسم لتقبلها.
وننصح بتأكيد التشخيص مخبريا قبل البدء بالعلاجات عن طريق الفم؛ لأننا الآن في عصر البراهين، وليس هناك ما يسمى بالحدس أو الإحساس السريري الذي يشخص بدون دليل.
وختاما: فالفطور عند البالغين غير شائع، وهي بحاجة لإثبات التشخيص، وهي وإن عولجت غالبا ما تترك ندبة خالية من الشعر، وأما غير ذلك فيجب مراجعة التشخيص والتثبت منه بالدليل، ولذلك ننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية وليس طبيب عام).
وبعد الاطلاع على كل من المرضين عليك الآن مراجعة الطبيب المختص للفحص والمعاينة وإجراء اللازم من الإجراءات التشخيصية والتي يتبعها العلاج ولا يأتي قبلها.