السؤال
السلام عليكم.
المشكلة أنه حدث لي إغماء وهبوط شديد عندما أضفت السيريكويل 100م مع لوسترال 100م مع سيبرالكس 10 م.
والمشكلة أنني منذ ذلك الإغماء عندما آخذ أي دواء نفسي أحس بهبوط، واصفرار شديد في الوجه، وأحس أن الدم قد انسحب من جسمي، وأشعر ببرودة شديدة في الجسم، ودقات قلب ضعيفة للغاية، فقررت أن أمتنع نهائيا عن تناول أي دواء، رغم أن حالتي النفسية سيئة للغاية، وفي أشد الحاجة إلى الدواء، فماذا أفعل؟
وكنت أريد أن أضيف بأني ذهبت إلى المستشفى بعد الإغماء، وكان رسم القلب سليما، وهناك ارتفاع بسيط في ضغط الدم.
والمشكلة الثانية وهي الأشد تعقيدا: هو أنني لم أستفد من أي مضاد للاكتئاب، رغم أني استخدمت الكثير منها، من إيفكسر إلى ستابلون، زيروكسات، وبروزاك، ولسترال وغيرها، وكنت ملتزما بكل دواء بالجرعة المناسبة، والمدة من 4 إلى 5 أسابيع، ودائما يأتون بنتائج عكسية، ويزداد الاكتئاب مع استعمالي للدواء، ووالله العظيم إني قد يئست تماما من شفائي، فلا يوجد دواء ينفع معي، فماذا أفعل؟
أرجوكم ساعدوني!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Karm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنقول لك: الحمد لله على السلامة -أخي الكريم-، والذي حدث لك في رأيي هو نوع من الهبوط البسيط، والذي ربما يحدث للإنسان، والسيروكويل هو دواء سليم جدا، ولكنه في بعض الحالات ربما يؤدي إلى شعور زائد بالاسترخاء، خاصة في بداية العلاج، وهذا ربما يفسر ما حدث لك، أنت تتناول اللسترال، وكذلك السبراليكس، ثم تمت إضافة السيروكويل، وكما ذكرت لك السيروكويل قد يؤدي إلى شعور استرخائي، ويزداد هذا الشعور الاسترخائي حين يتم تناوله مع أدوية أخرى، وهذا ينطبق على حالتك.
ويجب أن لا ننسى أنك ربما تكون حساسا بعض الشيء نحو الأدوية، وكذلك لديك بعض الحساسية والرقابة الذاتية الشديدة على نفسك، وهذا أيضا يضيف إلى هذه الأعراض.
المهم أنه لا توجد أي خطورة فيما حدث لك والحمد لله، كما أكد لك الأطباء أن الفحوصات كلها سليمة، والجانب النفسي أعتقد أنه قد لعب دورا أساسيا في حالتك.
أنت الآن نستطيع أن نقول: إنك قد اتخذت قرارا حيال الأدوية، وأنها لن تفيدك، ولتعلم أخي أننا نعترف تماما أن الأدوية لا تفيد كل الناس، وحتى الذين تفيدهم هذه الفوائد هي فوائد جزئية، ولابد للإنسان أن يكمل مشواره العلاجي بالأساليب الأخرى، الأساليب العلاجية السلوكية الأخرى، والتي تتمثل في الإصرار على مقاومة المرض، الفعالية، التفكير الإيجابي، إدارة الوقت بصورة صحيحة، ممارسة الرياضة، الاجتهاد فيما تقوم به إن كان عملا أو دراسة، الحرص في العبادات، التواصل الاجتماعي، هذه كلها آليات علاجية مهمة، والدواء أيضا يعتمد لدرجة كبيرة على التركيبة الجينية للإنسان، ومدى استقبال الإنسان له، ومدى اعتقاد الإنسان أن هذا الدواء سوف يفيده، هذه كلها أخي الكريم هي عوامل، والذي أود أن أنصحك به هو أن تذهب إلى أخصائي نفسي وليس طبيب نفسي، اذهب إلى أخصائي نفسي من أجل تنظيم جلسات علاجية سلوكية معرفية.
ويجب أن تنتظم في هذه الجلسات؛ لأن العلاج بالكلام والعلاج بالحوار، والعلاج بالتخاطب أيضا يفيد، ولكنه يتطلب الالتزام من الجانبين، من المعالج ومن المعالج.
أخي! هذا هو الذي أنصحك به، وأنا أعرف أن مصر والحمد لله بها الكثير من المختصين في الصحة النفسية، ونترك الأدوية جانبا في هذه المرحلة، ونركز فقط على العلاج السلوكي، ولكن هذا العلاج لا يمكن أن يتم بالطبع من خلال المراسلات، لابد أن يكون وجها لوجه، ولابد أن يكون هنالك التزام، ولابد أن يتدرج العلاج، والمعالج سوف يبدأ معك بالتحليل النفسي، والتحليل السلوكي، ثم بعد ذلك تحدد مناطق الصعوبات التي تعاني منها، وتحدد أيضا مصادر القوة في نفسك وفي شخصيتك، ومن خلال ذلك يستطيع المعالج أن يبني على الإيجابيات حتى يقلص من السلبيات.
الذي أقوله لك في ختام هذه الرسالة: عليك أن لا تيأس، عليك أن تكون أكثر تفاؤلا، أنت الحمد لله في مقتبل العمر، ودائما توجد حلول للمشاكل، ويقول البعض أيضا: إنه لا توجد مشاكل، ولا يوجد فشل، إنما هي تجارب، هذا ربما يكون نوعا من المبالغة، ولكنه أيضا ربما يكون حقيقة في بعض الحالات.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق والسداد.
----------------------
انتهت إجابة المستشار، ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية، والتي تتناول علاج الاكتئاب سلوكيا: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.