السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا أشكركم كثيرا، ولقد رأيت الجواب -والحمد لله- وأنا أستمر في ما قاله الشيخ من خطوات جميلة ومفيدة بإذن الله، وأتمنى إجابتكم على السؤال الذي يتكلم عن النفاق وكيف أتجنب النفاق في أعمالي حتى يتقبلها الله عز وجل مني؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، وأكرر لك سعادتنا بتواصلك معنا دائما ونسأله جل وعلا أن يجعلك من المؤمنات الصادقات الصالحات الداعيات الحافظات.
وأما بخصوص ما ورد برسالتك، فكم أتمنى أن تكوني من كبار الداعيات، ونسمع عنك وأنت تصدعين بالحق بين أخواتك المسلمات، وتبيني الحق لهم بقوة وحكمة وحسن أداء، فما أحوجنا فعلا إلى الأخوات الداعيات الصادقات والحاملات لرسالة الدعوة بجانب الرجال؛ لأن دور المرأة في الدعوة ما زال متواضعا جدا مع الأسف الشديد، وطبعا لن يتحقق ذلك إلا بعد تعب ومعاناة وأخذ بالأسباب وتضحية بالوقت والراحة، وأهم شيء الآن هو ضرورة أن تكوني متفوقة دراسيا حتى لا يشمت فيك أحد أو يسخر منك أحد.
فأتمنى -يا بنتي- أن تذاكري بنية التميز والتفوق لخدمة الإسلام؛ لأن الإنسان الناجح عادة ما يسمع الناس له وينصتوا لكلامه ويصدقونه فيما يقول، أما الضعيف فلا يعبأ به أحد ولا ينصت إليه أحد، فخذي قرارك الآن أن تتميزي علميا حتى تكوني محل ثقة أهل المدرسة وأهل المنزل وسائر الأقارب، وإن استطعت أن تكوني الأولى في صفك أو مدرستك أو حتى المرحلة كلها فهذا قطعا سيساعدك كثيرا في الدعوة والقدرة على الإقناع، وبعد التفوق الدراسي يأتي حفظ القرآن الكريم لأن الداعية بغير قرآن كالجندي بغير سلاح، وبعد القرآن يأتي طلب بقية العلوم وهذا سيكون سهلا ميسورا -إن شاء الله-.
وأما ما ذكرته من النفاق والمنافقين والتخلص من النفاق فأنا أعتقد أنك شغلت نفسك بقضية لا وجود لها في حياتك الآن، وإن كنت أحيي فيك الرغبة في معرفة النفاق وكيفية التخلص منه إن كان موجودا، وهذا -يا بنتي- كان شأن الصحابة جميعا وكذلك التابعين من بعدهم حتى قال الحسن البصري: (لا يأمن من النفاق إلا منافق، ولا يخافه إلا مؤمن).
وأرى أنه يكفيك الآن فقط أن تجتهدي في أن تكون أعمالك موافقة للسنة، وأن تسألي الله القبول، وأن تكثري من الأعمال السرية وهي التي لا يراك فيها أحد مثل صلاة الليل والأذكار والأدعية، والصدقات السرية إن كان لديك القدرة على ذلك، وأن تجتهدي في خدمة الأسرة خاصة وغيرهم من المسلمين عامة إن استطعت ذلك، وأن تتواضعي لكل من يتعامل معك مهما كان، وأن تصبري على أي أذى يلحق بك، من أي أحد، وأن تتمنى الخير للجميع كما تتمنينه لنفسك، وأن تكثري من سؤال الله القبول والصدق في القول والعمل.
ونود أن تتواصلي معنا في رسائل أخرى مستقبلا -إن شاء الله-.
وهذا وبالله التوفيق والسداد.