السؤال
السلام عليكم.
دكتور محمد! كنت أشتكي من قلق، وكتبت لي علاج سبراليكس 10 مل حبة يوميا لمدة ستة أشهر -ولله الحمد- استخدمت العلاج لمدة ثمانية أشهر وشفيت، والآن قطعت العلاج، وبعد أربعة أيام من قطع العلاج أصبحت
أشعر بدوخة خفيفة تأتي متقطعة، مثل الكهرباء في أعلى الرأس، أشعر بها لمدة ثانية كل خمس دقائق، ثم رجعت للعلاج واختفت هذه الأعراض.
1- كيف أقطع العلاج بدون هذه الأعراض، وهل هي خطيرة؟
2- القلق انتهى معي تماما - والحمد لله - لكن بقيت معي أعراضه الجسدية التي أصبت بها بعد إصابتي بالقلق، فما هو أفضل علاج للأعراض الجسدية؟ وكيف أستخدمه؟
3- عندي مشكلة وهي أنني إذا نمت أقل من سبع أو ثمان ساعات تقريبا، أشعر أنني مشوش ولا أستطيع أن أركز، وهذه الحالة لم تأتني إلا بعد إصابتي بالقلق؛ حيث أني كنت في السابق لا أهتم بالنوم كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحمد لله الذي كتب لك الصحة والعافية والشفاء.
أخي الكريم! هذا العرض الذي حدث لك وهو الدوخة الخفيفة، وشعورك كأن تيار كهربائي يمر في أعلى الرأس لمدة قصيرة جدا، هذا من أعراض انسحاب السبراليكس، وهذه الأعراض الانسحابية تكون متفاوتة من إنسان إلى آخر، معظم الناس قد يشعرون بها لمدة أسبوع أو لمدة عشرة أيام، وبالطبع أحسن طريقة للتخلص منها هو أن يكون التوقف متدرجا، السبراليكس به حبة 10 مليجرامات فحين تنوي التوقف عنه يمكنك أن تقسم الحبة إلى نصفين، وتتناول 5 مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم تتناول 5 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم 5 مليجرامات كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين أيضا، هذا يكون نوعا من التدرج البطيء متأنيا جدا، ولا أتوقع مطلقا أن تنتابك أي أعراض معه -بإذن الله تعالى-.
في بعض الحالات يكون الإنسان حساسا جدا لهذه الأدوية، ومهما تدرج ربما يحس ببعض آثار الانسحاب، وعليه إما يتحمل أو يتناول البروزاك، فبعد أن يبدأ في تخفيض جرعة السبراليكس يبدأ الإنسان في تناول حبة واحدة من البروزاك، ويستمر على هذه الجرعة يوميا لمدة أسبوعين بعد أن ينقطع الانقطاع التام من السبراليكس.
يتميز البروزاك بأن له إفرازات ثانوية تظل لفترة طويلة في الدم يمنع تماما أي آثار انسحابية، وهذه طريقة أخرى للتوقف التدرجي، وربما تكون الأنسب بالنسبة لك هو الطريقة الأولى التي ذكرتها لك.
بالنسبة للسؤال الثاني: وهي أن الأعراض الجسدية لا زالت معك، والأعراض الجسدية من أفضل علاجاتها هي ممارسة الرياضة، الرياضة اليومية لمدة 40 دقيقة، هذا وجد أنه فعال تماما، ويقضي بصورة كاملة على الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق.
هنالك علاجات دوائية أيضا تساعد كثيرا، منها العقار الذي يعرف باسم دوجمتيل يمكن تناول بجرعة 50 مليجراما صباحا ومساء، لمدة شهرين، ثم 50 مليجراما يوميا لمدة شهر، ويمكنك التوقف عن تناوله.
بالنسبة للسؤال الثالث من أنك إذا نمت أقل من سبع أو ثمان ساعات تحس أنك مشوش، أخي الكريم! النوم يعتبر ضرورة، وحاجة الناس له تتفاوت من إنسان إلى آخر، وسبع إلى ثمان ليست كثيرة في عمرك، وتعتبر هي طبيعية جدا؛ لذا احرص أن تنام هذا العدد من الساعات بقدر المستطاع، وبالطبع النوم في حد ذاته معالج للقلق؛ ولذا أنت حين تنام أقل من حاجتك البيولوجية وهي سبع إلى ثمان ساعات تشعر بأعراض القلق وعدم الارتياح، إذن النوم يعتبر ضرورة جدا لعلاج القلق، والتفسير في حالتك واضح جدا، فأرجو أن تسعى لتنام هذا القدر من الساعات، وحينما تمارس الرياضة ربما تكون حاجتك للنوم أقل؛ لأن النوم بالنسبة للرياضيين دائما يكون نوما عميقا وممتعا جدا وإن قلت ساعاته، كما أن الإنسان حين يتقدم به العمر تكون حاجته للنوم أقل.
الشيء الآخر إذا كنت تنزعج كثيرا من عدد هذه الساعات أو الزمن لا يسعفك، فبالطبع يمكنك أن تتناول بعض المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين، مثل القهوة المركزة أو الشاي وهكذا، وهذا أيضا يمكنك أن تتناولها إذا كانت هنالك ظروف تجعلك لا تنام القدر الكافي من الساعات، وبالنسبة لحاجة الإنسان للنوم فهي متفاوتة، والإنسان لديه ساعة بيولوجية إذا رتبت أو وضعت في وضع معين يتعود الإنسان على هذا النمط، ويسير عليه فمن ينام سبع ساعات فسوف يمشي على هذا النمط، ومن ينام عشر ساعات فيمشي على هذا النمط، وأقل حاجة الإنسان من النوم هي خمس ساعات.
أسأل الله لك التوفيق والشفاء العافية.