طريقة عمل الأدوية النفسية

0 343

السؤال

كيف نستطيع فهم أن العقاقير التي تعمل على السريتونين لوحده مثل البروزاك له استعمالات كثيرة، تتجلى في علاج الوساوس والرهاب والكثير من الأمراض النفسية الأخرى، بينما العقاقير التي تعمل على النورأدرينالين والسريتونين مثل الريمانون ينحصر استعمالها في علاج الاكتئاب وحالات أخرى قليلة؟

وكيف نستطيع فهم أن العقاقير التي تعمل على موصل واحد أكثر فعالية من التي تعمل على موصلين عصبيين اثنين أو أكثر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حائر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم الذي أبدأ به أولا أن الطرق التي تعمل بها الأدوية ليست واضحة بصورة كاملة، ولكن هناك مؤشرات قوية تدل على الطريقة التي تعمل بها هذا الأدوية.

بالنسبة للسيرتونين هو ينقسم إلى 15 فرعا، وهذه الفروع تعمل في بعض الأحيان بصورة مضادة لبعضها البعض، هذه حقيقة علمية أصبحت ثابتة، ووجد أن السيرتونين فيه ما يؤثر على الإنسان وينتج عن ذلك الوساوس القهرية وفيها ما يؤدي إلى الاكتئاب أو إلى المخاوف أو إلى القلق وهكذا، إذن هي محطات مختلفة مع أن الأصل واحد ولكن هناك مشتقات أخرى.
وهذا أخي الكريم ربما يفسر كيف تعمل هذه الأدوية على أكثر من نوع من المرض، وهذا لا ينطبق فقط على هذه الأدوية، والأدوية المضادة للصرع -على سبيل المثال- مثلا: التيجرتول والدبكين واللامكتال هي الآن من أفضل مثبتات المزاج وتستعمل أيضا في علاج الاكتئاب بالرغم من أنها لا تعمل على السيرتونين بصورة مباشرة.

إذن أخي يوجد ما هو مجهول حتى الآن بمعنى أن العلم لم يتوصل إليها ولكن المؤشرات والحقائق الموجودة كثيرة، ويجب أن نتعامل معها على ضوء ذلك، وهذا بالطبع ينطبق على الريمانون؛ لأنه لا يعمل على السيرتونين بصورة مباشرة إنما يعمل من خلال إفرازات ثانوية، إذن التأثير ليس تأثيرا مباشرا، ووجد أنه يتوجه فقط نحو جزئيات السيرتونين التي تعمل على الاكتئاب والتي تعمل على القلق، كما أنه يعمل على موصلات أخرى تعمل على الهستامين ولذا هو يحسن النوم ويفتح الشهية لدى الكثير من الناس.

بالنسبة للجزئية الأخيرة -العقاقير التي تعمل على موصل واحد -لا نستطيع أن نقول أنها أكثر فعالية، العقار يعمل في بعض الأحيان على موصل واحد ولكن إفرازاته الثانوية تعمل على الموصل الآخر هذه أيضا عرفت الآن، حتى الأدوية التي تعمل فقط على النورأدرينالين وجد أنها تؤثر أيضا على السيرتونين بصورة غير مباشرة وذلك من خلال إفرازاته الثانوية، نعم هنالك أدوية يمكن أن تكون أكثر فعالية أو أكثر على الموصل العصبي وهي تكون موجهة بصورة دقيقة جدا نحو نهايات الأعصاب، وهذا ربما يعطي انطباعا أقوى أو أكثر فعالية من بقية الأدوية التي تعمل على أكثر من موصل عصبي، إذن أخي الكريم الأمر ليس بالسهولة التي نتصورها، هناك الكثير من التعقيدات، وهناك كثير من الأمور التي لم تتضح حتى الآن، ولكن بالطبع كمية المعلومات التي أتت في العشرين سنة الأخيرة في مجال الطب النفسي والموصلات العصبية لا شك أنها مبهرة.

ونسأل الله تعالى أن يحدث الكثير من التقدم، وجزاك الله خيرا على هذا السؤال.


مواد ذات صلة

الاستشارات