حقيقة علم الفلك.. وتأثير الأبراج على صفات الإنسان

0 321

السؤال

السلام عليكم.

أريد أن أعلم ما حقيقة علم الفلك؟ وتأثير الأبراج على صفات الإنسان في يوم ولادته؟ من المدهش أن الصفات المذكورة تنطبق فعلا على الأشخاص الذين أعرفهم، فهل هذا صحيح؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Layan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق والدين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الإسلام العظيم الذي شرفنا الله بالانتماء إليه حريص كل الحرص على أن يبني المسلمون معتقداتهم وتصوراتهم من أي شيء على أساس علمي رصين، بعيدا كل البعد عن الظن والتخمين؛ لأن الشيء الثابت هو الذي يوفر للإنسان الأمن والأمان، والاستقرار النفسي والعقدي والفكري؛ ولذلك دعا البشرية جمعاء إلى ضرورة استعمال العقل للتأمل في دينه وكتابه المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم وتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله أو يظهروا فيه أدنى مخالفة للفطرة أو مجانبة للحقيقة، كذلك دعا الناس جميعا إلى النظر في كتابه الناطق، وهو هذا الكون العظيم ليأتوا بأدنى عيب أو خلل، ولتقوم العقيدة في نفوس البشرية على العلم المنطقي، وليس العلم الظني.

بل نجد القرآن والسنة ينكران بشدة على من يقلد غيره وهو قادر على أن يصل إلى الحق بنفسه، هذا كله إن دل على شيء فإنما يدل على شدة حماية الإسلام لعقول أتباعه من أن يدخلها شيء من المعلومات أو الأفكار المغلوطة أو المشوهة، لو نظرنا معا إلى علم الأبراج وصفاتها، وما يحويه علم الفلك، وجدنا أنه في أساسه يقوم على الفرضيات التي وضعها العلماء بهذا الفن، وهي في العموم لا تخرج عن الظن والتخمين والتوقعات، فلا أساس علميا صحيح يستندون إليه، سواء كان ذلك بعلم الفلك التجريبي الحديث الذي يخضع لشروط البحث العلمي شأنه كشأن بقية العلوم، ولا أساس دينا للتنجيم بهذه الطريقة، بل وردت النصوص بمنع النظر في النجوم واقتباس علم الغيب منها، وإنما الذي ورد في القرآن أن النجوم جعلت لثلاثة أمور: زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وبالنجوم هم يهتدون..فحصل الفرق بين الاستفادة من علم النجوم بهذه الناحية، وهي العلم النظري التجريبي، وبين ادعاء علم الغيب وتعليقه بالنجوم، سواء كان علم الغيب بالإخبار عن المغيبات والوقائع المستقبلية، أو كان بالإخبار عن صفات الأشخاص المرتبطة بخواص وتأثيرات النجوم، فهو نوع من الخرص والتخمين وضرب من ضروب ادعاء الغيب الذي حرمه الله تعالى.
لذا أقول: دع عنك هذا مخافة الوقوع في شيء مما يناقض العقيدة أو يتنافى معها، وأنت في غنى عن هذا كله، ولو كان هذا العلم بهذه الأهمية لعلم الإسلام أتباعه أو لحثهم على ذلك.

والله الموفق.
--------------------
انتهت إجابة المستشار ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول نفس الموضوع: (275410 - 277799).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مواد ذات صلة

الاستشارات