السؤال
السلام عليكم
أعاني من حب رجل معيد في كليتي وهو لا يشعر بحبي له، قررت أن ألجأ إلى الله بالدعاء ولكن الرجل لا يشعر أبدا، أنا لا أستطيع أن أعترف له لخجلي الزائد ولا أن أفعل أي شيء لكي ينتبه لي، لدي إيميله لكن لا أجرؤ على محادثته ولا أعرف كيف أتصرف؟
بالله عليكم ما نصيحتكم!؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أخت في الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشغلك بالحق وأن يقدر لك الخير حيثما كان وأن يرزقك الرضا وأن يوفقك في دراستك.
بخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك إن الاختلاط له آثاره السيئة على النفس البشرية خاصة بين الجنسين، وإن ما يعرف بالحب من أول نظرة أيضا موجود، وإن الإنسان قد يرى إنسانا لمدة أو أكثر فيتعلق به في حين أن الطرف الآخر لا يدري عن ذلك شيئا، وإن أصحاب الوظائف القيادية دائما يحظون بمثل هذا الحب والإعجاب وهم لا يشعرون؛ لأن لهم اهتماماتهم الخاصة ورؤيتهم الخاصة.
كذلك لهم مواصفات وضعوها لأنفسهم في شركاء حياتهم وكيفية التعامل معهم، وبما أن الله قد أكرمنا بالإسلام العظيم الذي نتشرف جميعا بالانتساب إليه، فقد وضع لنا قواعد لو طبقناها في حياتنا لوفرت لنا قدرا كبيرا، وكما هائلا من السعادة الحقة فعلا ومن هذه القواعد ما يعرف بالإيمان بالقضاء والقدر.
نحن نؤمن بأن العلم قد جرى بما هو كائن إلى يوم القيامة، وكل شيء معلوم لله قبل خلق أي شيء، وإن ما قدره الله وقضاه هو الذي سينفذ لا محالة، وإنه ليس بمقدور أي قوة مهما عظمت أن تخرج عن قضاء الله وقدره، وإنما يحدث في هذا الكون الكبير من حروب ودمار واختراعات وتقدم علل وأمراض وفقر وغنى وزواج وطلاق وموت وحياة إنما ذلك كله بإرادة الله وحده فهو جل شأنه على كل شيء قدير.
من الأمور التي قدرها الله وقضاها قضية الزواج، فأنت شخصيا قد خصص لك من سيكون شريكا لك فلا يمكن أن يتغير هذا مطلقا، ولذلك لا داعي للعجلة أو التهور، خاصة وأنت طالبة مسلمة متعك الله بالأدب والحياء، وإنما أقول لك: اتركي الأمر لله وحده ولا تحاولي أن تتصلي بهذا الأخ وتلفتي انتباهه بأي وسيلة، وثقي وتأكدي من أنه إذا كان من نصبيك فسيكون لك قطعا، ومهما طال الزمن وما يدريك فقد يكون المقسوم لك أفضل وأحسن منه، فلا تتعجلي الخير واجتهدي في دراستك حتى تتفوقي، ولا مانع من الدعاء أن يقدر الله لك الخير، وأن يرزقك الرضا به.
ثم لا ندري ما وضع هذا الأخ؟ هل هو متزوج؟ وإن كان متزوجا هل يرغب في التعدد..وأنت كذلك هل ترغبين بمتزوج؟ وعلى فرض أنه ما يزال أعزب فهل يريد الارتباط الآن؟ وما هي مواصفات شريكة حياته التي يريدها؟ وهل تنطبق عليك أم لا -على الأقل في نظره- إلى آخر هذه الاستفهامات التي لها أول وليس لها آخر..
إن تجاوزنا كل هذه الاستفهامات والأسئلة وذلك بالإيجاب، وأن هذا الشخص أعزب ويريد مواصفات كالتي تتمتعين بها..فما طريق الوصول إليه..مع هذا الحياء والخجل الذي جبلت عليه الأنثى؟! أقرب طريق في ذلك هو أن تجعلي أحد محارمك الرجال وبصورة سرية يتحرى عن هذا الأمر ويرجع إليك بالنتيجة،كما يمكن أن تقوم إحدى قريباتك بالاستفسار عن وضعه من أهله، إن لم يتيسر لقاء الرجال مع الرجال، ولا غضاضة في ذلك أو عيب أن يخطب الرجل لموليته، وأن يبحث لها عن الكفء فحالها تماما كما يبحث الرجل لنفسه عن المرأة، مع رضاك التام بالنتيجة حال الرفض، وقطع التفكير تماما في هذا الشخص وإلغاء إيميله من بريدك وذاكرتك، أو المضي في الخطوات المشروعة من الخطبة والزواج على السنة حال الموافقة والتي نسأل الله تعالى أن يقدر لك ابن الحلال أينما كان.
مع الأخذ في الاعتبار عدم جعل الإيميل هو الوسيلة المناسبة للاستفسار واكتشاف هذا الرجل ابتداء؛ فهذه الطريقة لها مساوئها التي لا يدركها إلا من اكتوى بنارها، فأول الأمر مقصده حسن وهو مجرد التعرف واستكشاف الآخر ليس إلا، ثم ما يلبث أن يتحول إلى علاقة حب يصعب الفكاك منها، فخير ما تقومين به هو أن تأتي البيت من بابه وفي وضح النهار، ونسأل الله أن ييسر أمرك وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك.
والله ولي التوفيق والسداد.