استمرار النظر في عيون الآخرين نوع من الوساوس القهرية يمكن علاجه

0 450

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعاني منذ سنتين من حالة وهي أني أنظر في عيون من حولي ولا أسيطر على نفسي، ويتضرر جميع من حولي عند النظر مباشرة في العينين، وأنسى ما في رأسي من كلام وأركز على النظر في العينين، وقد نفر مني الكثير من الأصدقاء حيث أن بعضهم يمر علي دون رد السلام، ولا أحد يقول سبب نفوره مني.

وقد تعالجت عند طبيب ووصف لي أنفرانيل 25 ملغرام لمدة سنة، ولكن التحسن كان قليلا جدا فتوقفت عن العلاج، ولكن عندما ذهبت لطبيب آخر قال لي أن كمية العلاج لا تكفي، فزاد الكمية إلى 75 ملغرام بالإضافة إلى ليثيوم 300 ملغ لمدة ستة أشهر، وقد مر الآن ثلاثة أشهر، ولكن المشكلة أن التحسن أسبوع والعودة للمرض أسبوعين بصورة دورية، فهل يعتبر العلاج كافيا؟ وهل ستة أشهر تعتبر كافية؟ وأنتم تعلمون أن رجوع المرض يكون بسهولة إذا لم تكن فترة العلاج طويلة، علما بأن الوسواس القهري قد لازمني منذ عشر سنوات.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنني أتفق معك أن مثل التركيز بالنظر الذي تقوم به في عيون الآخرين هو نوع من الطقوس الوسواسية، ولكن الطبيب قام بإعطائك أملاح الليثيوم وهذه لا تعطى في حالات الوساوس القهرية وإنما لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فربما يكون الطبيب قد لاحظ وجود تقلب في المزاج بجانب الوساوس مما جعله يصف لك الليثيوم، والوساوس تعالج بتحقيرها ومحاولة إخضاعها للمنطق بعد تحليلها، مما يجعل الإنسان يستنتج أنها غير منطقية، وهذا يجعله يستبدلها بأفكار أو أفعال مضادة.

وبجانب ذلك يمكنك أن تجلس في مكان هادئ وتتأمل أنك تنظر في أعين الناس مما سبب لك الحرج، وفجأة تقوم بالضرب على يدك على جسم صلب حتى تشعر بألم شديد، والمقصود هو أن تربط بين التفاعل الوسواسي وتفاعل أو استشعار مضاد، وفي هذه الحالة هو إيقاع الإلم على النفس، وهذا التمرين مفيد جدا إذا قمت بتكراره مع اعتقاد الجدية بنفعه.

ويمكنك أن تستعمل النظارات الشمسية لأن ذلك سوف يقلل من انتباه الآخرين لما تقوم به، والعلاج الدوائي سوف يفيدك كثيرا بإذن الله تعالى، والأنفرانيل بالرغم من أنه دواء جيد إلا أن الدواء الأفضل لعلاج حالتك هو بروزاك، فعليك بالتوقف عن تناول الأنفرانيل، وذلك بأن تخفض الجرعة بمعدل 25 مليجرام كل ثلاثة أيام، وبعد انقطاعه تبدأ في تناول البروزاك بجرعه كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، ثم ترفع الجرعة بعد أسبوعين إلى كبسولتين في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، وأما بالنسبة لليثيوم فيجب أن تستمر عليه حتى تقابل طبيبك وتستوضحه في السبب الذي وصفه لك. نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات