الطريقة المثلى للتعامل مع الأخ المراهق

0 455

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي يبلغ من العمر 17 عاما، ويجلب لنا العديد من المشكلات، منها الإهمال في أغراضه الشخصية وعدم جديته في جميع أموره اليومية، حيث لا يدرك أهمية الوقت، ويظل خارج المنزل لساعات طويلة ومتأخرة، وعند محادثتنا له ونصحه في ذلك يبدأ برفع صوته غير مبال بأمه وأبيه وقلقهم عليه، وعندما أنفرد للحديث معه بشكل هادئ يبدأ بالثوران والصراخ من أجل إقفال المناقشة.

كما أنه يكذب كثيرا في أمور لا تستدعي أن يكذب بها، والسبب في ذلك اقتداؤه بأبيه، وتوجد مسافة كبيرة بينه وبين أبي، علما بأنه الذكر الوحيد بيننا، وهو دائم العناد مع أبي، حيث أن أبي لا يمتدحه على أي عمل جيد يفعله، فهو لا يتحاور معه كأب لابنه فهو دائم السباب والشتم، ولذلك فإن أخي يخرج بشكل دائم لعدم رغبته في مواجهة أبي والتحدث معه، أرجو مساعدتي وذلك لتردي الحالة الصحية لأمي بسبب المشاكل بين أبي وأخي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rehab حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الأخ في سن لا ينفع فيها الشتم والتوبيخ، ويعين فيها التلويح عن التصريح، ويفيد فيها الحوار والإقناع، وقد أحسن من قال: إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع.

ولا شك أن أسلوب الوالد مضر لهذا الأخ، فحاولي التفاهم مع والدك، واقتربي من أخيك وذكريه بأوضاع والدتك الصحية، وطالبيه بأن يدرك حقيقة نوايا والده، فإن كثيرا من الآباء يشتد على أولاده من شدة حرصه على نجاحهم وفلاحهم، ونحن بالطبع لا نوافق على ذلك ولكننا نريد التنبيه إلى إدراك صدق نوايا الوالدين، وإذا عرف الأبناء ذلك استطاعوا أن يصبروا على آبائهم.

وأرجو أن يعلم الأبناء أنه لا يوجد على وجه الأرض شخص يتمنى أن يكون غيره أفضل منه ما عدا الوالدين والصالحين من المعلمين.

ولا شك أن الشاب في هذا السن يحتاج إلى مقدار من الحرية والثقة المشوبة بالحذر، فإن الكلام عن أصدقائه بطريقة مباشرة قدح في إدراكه وتنقيص من فهمه، وهذا حسب تصور الشباب الذين يتمردون في هذه السن تعويضا عن ضعف الطفولة، ويحبون أن يكسروا القيود الموضوعة، كما أرجو أن نشعر هذا الشاب بحاجة البيت إلى وجوده وخدماته فإن ذلك يشعره بقيمته.

ونحن في الحقيقة نتمنى أن تحاول الأم أن تتواصل مع هذا الفتى وتدعوه لاحترام والده والحرص على طاعته.

وقد أسعدني حرصك على الجلوس معه ومناقشته، وأرجو أن تجعلي طريقتك حوارية، وذلك بأن تحاولي أن تسمعي منه وتشكريه على كل خطوة إيجابية، كما أرجو أن يعلم أن رضا الوالد وثقته لا تنال إلا بالاستمرار على الخير وسماع الكلام وترك العناد، وأنت بلا شك أقرب إليه، وأرجو أن تطالبوه بالمعقول، فليس من السهل أن ينقطع عن أصدقائه فجأة، ولكن علينا أن نقلل فرص الاحتكاك بهم وأن ندعوه إلى مصادقة الأخيار.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وأرجو أن تكثروا من الدعاء له، ونسأل الله أن يصلحه.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات